كشف وزير محسوب على تيار "المستقبل" في دردشة مع "النشرة" أن فريقه السياسي لم يعمل من الأساس على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بل لتمديد ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، مستنداً بسعيه إلى وعود من دول أوروبية فاعلة وأخرى عربية وخليجية مؤثرة، وبالتالي فإن كل ما رافق الاستحقاق منذ بدء التحضيرات له، وترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وحتى ربع الساعة الاخير من ولاية سليمان، مروراً باجتماعات باريس الشهيرة، كان من باب توزيع الأدوار لادارة الأزمة والوصول إلى هدفين، الأول اسقاط ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون والقضاء على حظوظه بالوصول إلى سدة الرئاسة من جهة، وفرض أمر واقع لتمديد الولاية الرئاسية لسنة واحدة كافية لتغيير الواقع وتظهير المشهد الاقليمي، وانتاج برلمان جديد بأكثرية مماثلة للحالية من خلال قانون انتخابات يفرضه سليمان. غير أن مشروع "المستقبل" والكلام للوزير، اصطدم بواقع غير محسوب بدقة وهو اصرار "حزب الله" على محاسبة سليمان ولو كان ذلك على حساب الفراغ في المركز المسيحي الأول. اضافة الى تمسك الحزب بمكتسباته من خلال تسليم ادارة المعركة إلى العماد عون وفريقه السياسي، طالما أن تقاطع المصالح مستمر فضلاً عن التزامه بترشيحه غير المعلن. مع الاشارة إلى أن بكركي كانت إلى جانب التمديد وان كان على مضض ليس لموقف سياسي، انما من الناحية المبدئية ولعدم افراغ المقام الماروني في هذا الظرف الاقليمي الفائق الحساسية والدقة.
ويضيف الوزير "المستقبلي" ان فريقه السياسي يعول على الاتفاق الاستراتيجي الذي تحقق من خلال التواصل بين التيارين "البرتقالي" و"الأزرق"، وهو اتفاق مدعوم اقليمياً ودولياً، على ادارة الأمن وعدم المساس به، وذلك بانتظار ما ستحمله الأسابيع القليلة المقبلة من تطورات من شأنها أن تعيد رسم المشهد العام في المنطقة، والمقصود هنا انتظار ردود الفعل الدولية على اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد ومدى الاعتراف الأممي بنتائج الاقتراع السوري. بيد أن المواقف الدولية من الانتخابات السورية ستشكل أساساً متيناً للتعويل على تظهير الاستحقاقات اللبنانية، في ظل مواقف وأصوات خارجية بدأت تطالب بالاستحقاق النيابي لعدم ادخال لبنان في الفراغ الكامل، الذي يرغم على اعادة تكوين النظام من اسقاط الطائف والاستعاضة عنه بنظام يسقط الثنائيات التي تحكمت بلبنان منذ صيغة الـ1943، وهي ثنائيات تبدلت في الشكل دون المضمون وتنقلت بين ثنائية درزية-مارونية تارة، ومارونية-سنية طورا، وشيعية-سنية ثالثاً باءت جميعها بالفشل، ودفعت إلى التفكير بانشاء ثلاثية تحدث عنها العماد عون ليس من باب العبث، بل من باب رسم خريطة طريق قد تكون حصيلة توافق او تسوية.

في هذا السياق يعتبر الوزير عينه، أن من العبث عدم التوقف عند الاتصالات المستمرة بين "المستقبل" و"الوطني الحر"، خصوصاً أنها انتجت ما اعاد رسم موازين قوى جديدة استندت على التشكيلة الحكومية والتي غلب عليها طابع "المستقبل"، كما انتجت القبول بسياساته الاقتصادية واسقاط مشروع سلسلة الرتب والرواتب، اضافة إلى تبريد الساحة الأمنية وانجاح الخطة الأمنية، وذلك في ظل غض طرف "حزب الله" وموافقته على كل ما يجري من اتصالات طالما أنها لا تمس بمكتسابته الاستراتيجية، التي زادت انتصاراته العسكرية في سوريا من وقعها ومفاعيلها ورفع ثمنها في بورصة الصرف السياسي والأمني على حد سواء.