تعيش مدينة حمص المحررة حالة جديدة بعد الانتصار الالهي الجديد الذي تم تحقيقه مجددا على يد قوى الممانعة والمعارضة المناضلة ضد الارهاب الدولي الجديد وقوى التكفير والتطرف الحديثة بعد ان تم اسقاط كلمة الصهيونية والامبريالية من قاموس الخطاب السياسي . يحاول النظام السوري اعادة اعمار مدينة حمص القديمة من خلال مشروع جديد يهدف لإعادة الاعمار والترميم في المناطق المحررة قبل الانتخابات الرئيسية القادمة في محاولة لكسب ود وعطف الاهالي التي تم تدميرها بواسطة البراميل الاسدية خلال حرب التحرير ،لكن هذه المرة يحاول الرئيس بشار الاسد تجريف مدينة حمص القديمة فان عملية إعادة إعمار حمص ستكون كارثية لأنها تخطط لطمس المعالم التاريخية للمدينة القديمة بتجريف بيوتها الأثرية وتغير اسماء شوارعها العريقة المرتبطة بثقافة وتاريخ اهل الشام .
واعلن عن هذا المشروع الجديد في عملية تغيير الديمغرافيا السورية ، بعد قيام وزير الأشغال العامة في حكومة النظام بزيارة خاصة لمدينة حمص المدمرة وإعلانه تمويل حملة “إعادة تأهيل البنى التحتية وترحيل الأنقاض من أحياء مدينة حمص المدمرة” تمهيدا لعودة الأهالي، اعتراضاً واسعا من قبل ميليشيا “جيش الدفاع الوطني” وكتائب “الشبيحة” التابعة له والمتواجدة في الأحياء الموالية في حمص..
وتحدثت صفحة “جبهة الزهراء” الموالية للنظام والتي يدعمها فرع حزب البعث في حمص عن إعادة الاعمار وكتبت: “لا يمكن لأحد ان يعترض على إعادة إعمار المدينة بمبلغ 6 مليارات ليرة ولكن أن تكون الأولوية للأماكن التي خرجت منها (الفتنة) فهذا لا يمكن أن يتقبله عقل”، في إشارة منها إلى قرار إعادة إعمار وترميم المساجد التي دمرتها قوات النظام..
تجريف ومحو آثار الجريمة:
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أنه تم إبرام عقود أولية محددة المدة لترحيل الأنقاض من أحياء حمص القديمة خلال 100 يوم بما يتناسب مع حاجة مدينة حمص وأنه تم إبرام عقود بترحيل 250 ألف متر مكعب من الأنقاض من شوارع المدينة القديمة والمناطق المتضررة، وقال ناشطون معارضون إن هذا القرار يهدف إلى محو آثار جرائم النظام التي ارتكبها في حمص عبر تدمير أحياء بأكملها ويحاول بقرار إعادة الإعمار تلميع صورته أمام المجتمع الدولي، فيما قالت تنسيقيات الثورة في حمص عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن عمليى إعادة الإعمار ستكون كارثية لأنها تخطط لطمس المعالم التاريخية للمدينة القديمة بتجريف بيوتها الأثرية والتي لا تقدر بثمن.
وتطالب تجمعات الشبيحة و”جيش الدفاع الوطني” بإقالة محافظ حمص طلال البرازي بسبب إهماله لمطالب أهالي أحياء (عكرمة والنزهة وووادي الذهب والعباسية والزهراء) الموالية للنظام، وطالبت المحافظ بأولوية البدء بتأهيل البنى التحتية لأحيائهم وتجميلها وصرف رواتب لأسر “شهداء الجيش” قبل البدء بتنفيذ أي مشروع لإعادة إعمار 15 حياً في حمص القديمة وحولها، معتبرين أن تلك الأحياء معارضة للأسد ولا تستحق إعادة إعمارها، ووصفت مئات الآلاف من سكان حمص القديمة الذين نزحوا منها بالإرهابيين والمحرضين على الفتنة.
جامعة حمص ودوار “أبو موزة”!
ولا تتوقف اعتراضات الشبيحة وجيش الدفاع الوطني على الزيارة الحكومية وإعادة إعمار حمص فحسب، فقد سادت في الأوساط العسكرية والأمنية في المحافظة اعتراضات على قرار المحافظة الذي يقضي بتسمية وسط حمص “ساحة الشهداء”، وكانت ذريعتهم في الاعتراض هي أن تلك التسمية هي ما يريده “الثوار” والمعارضين لحكم الأسد وهم من أطلقوا على تلك الساحة بساحة الشهداء.
وكان ثوار حمص قد غيروا العديد من أسماء الشوارع والساحات منذ اندلاع الثورة في آذار عام 2011 في إطار حركة احتجاجية ضد مسميات حزب البعث الحاكم، فجامعة البعث أصبحت (جامعة حمص) ومنهم من يسميها ( جامعة خالد بن الوليد )، وشارع نزار قباني أصبح ( شارع 18 آذار ) تيمّناً بتاريخ اندلاع الثورة السورية عام 2011، كما غير أهالي حمص تسمية “دوار السيد الرئيس” االذي يفصل بين حي عكرمة الموالي وبين أحياء معارضة في الجهة الغربية للمدينة، فقد أطلقوا عليه لقب (دوار أبو موزة )، في إشارة للسخرية من تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس السوري بشار الأسد.
د.خالد ممدوح العزي.