الديمقراطية بابهى حللها تجلت امس في مشهد اللاجئين السوريين وهم يتوافدون على مقر سفارة بلادهم في في اليرزة لاعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد ... وكيف لا تكون كذلك والسفير علي عبد الكريم اضطر تحت ضغط الاقبال الكثيف الى تمديد الاقتراع الى منتصف ليل الخميس المقبل , فيما أطل فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ليعلن ان السوريين توجهوا بالآلاف الى السفارات السورية ليعبروا عن رايهم ويشاركوا في العملية الديمقراطية ... فليسلم الشرف الرفيع ، ولتعش الديمقراطية الحية .. فعلا "يا هكذا تكون .. واما بلاش " , السوريون بملء ارادتهم وبكامل قواهم العقلية حشدوا انفسهم وسارعوا منذ صبيحة يوم امس لتجديد البيعة , لقاتل اطفالهم ونسائهم, وقالع حناجرهم , وسالب الظفر عن اللحم في اصابعهم .. امس كان الطفل حمزة الخطيب يهلل في عليائه , ومنشدو الثورة رقصوا في سباتهم الابدي لهذا العرس الديمقراطي , فسيد القصر على قمة جبل المزة باق في سدته بنسبة 99,99% , والبروباغاندا الاعلامية التي قامت بها قوى الثورة , كلها لا طعم لها بحسب عميد الاعلام في الحزب القومي السوري الاجتماعي , فغالبية الشعب السوري الموجود في لبنان موال للرئيس الاسد , وهو بالرغم من البراميل المتفجرة التي قضت على عشرات الآلاف من هذا الشعب لا يزال يتمتع بالشعبية الكبرى التي تؤهله ان يحكم من جديد . لا نعهد الشعب السوري غبيا كل هذا الغباء , ولا خانعا كل هذا الخنوع وهو الذي اطلق ثورة من اشرف الثورات في تاريخنا المعاصر , ولا نعهده يضع الغشاوة على الاعين , بالرغم من بؤسه وتشرده وعذاباته طيلة السنوات الثلاث الماضية . فالموالون للاسد معروفون بارتباطاتهم ومصالحهم ونزعاتهم الطائفية والمذهبية , وهم اسرى للنظام بسبب كل ذلك , اما ارباب الثورة الاصليون فهم ضحايا هذه الثورة عن حق , هم الذين حلموا بالنظام الديمقراطي التعددي , نظام الحريات والمساواة , حلموا بسوريا المتحررة من التحكم والظلم والاستبداد , لا شك انهم ذاقوا طعم الخسارة الحقيقية امس , فعلى امتداد السنوات الثلاث وهم يواجهون بطش نظام الاسد باعتى الاسلحة , واشدها فتكا , يواجهون التآمرالروسي الايراني , والتكالب الاميركي والاوروبي الذي لم يرد تحريك اي ساكن الا عندما كان يشعر ان الخطر يقترب من اسرائيل ... يواجهون مشوهي الثورة وعرابي النظام داخلها من "داعشيين " "ونصراويين "وغيرهم ، يواجهون تخاذل العالم كله . فاز الاسد ... خسرت الثورة وليس مهما ان علقنا لساعة او لساعات على طريق الحازمية الجمهور , فالشعب السوري هو العالق الاكبر ..
ديمقراطية .. البراميل المتفجرة
ديمقراطية .. البراميل المتفجرةنهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
448
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro