أثار خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال احتفال ذكرى التحرير الرابع عشر استياء الكثيرين، على الأخص فريق الرابع عشر من آذار، حيث حدّد السيد نصر الله شروطه التي يريد توفّرها في أيّ رئيس جمهورية جديد للبنان، ومن بينها أن يكون رئيس يؤمن بثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" وبالتالي يعترف بشرعية سلاح المقاومة في لبنان وربّما في سوريا أيضاً.
وفي هذا السياق كان لموقع لبنان الجديد حديثاً خاصاً مع عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، الذي رأى في كلام نصر الله تبجّحاً ووقاحة واستقواء بقوّة السلاح ولغط كبير يجر البلاد إلى المجهول.
حيث أكد الدكتور فتفت للبنان الجديد أن "هناك طرف في لبنان يعتقد بأن كل شيء تحت قوة السلاح الذي يملكه، فالسيد نصر الله هو الذي يقوم بالتعطّيل ويعرقل، فالتعطيل الأساسي آتٍ من السيد حسن والباقون يمشون خلفه، وهو بلّغنا بكل وضوح إنه هو المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية وهو الذي يقرر من سيأتي رئيساً للجمهورية ويرسم له برنامجه السياسي ويحدّد ما هي أولوياته وعلى الشعب اللبناني أن يخضع ويقبل بقوة السلاح، وهذا المنطق المتبجّح فيه لغط كبير واستقواء بقوّة السلاح وفيه وقاحة كبيرة للأسف، ونحن نقول له لا وألف لا، فنحن غير مستعدين للقبول بإرادة مفروضة بالقوة ولن نرضى بالإبتزاز ولا بالتهويل والتهديد. ولن نقبل برئيس يكون سقفه أدنى مما جاء به الرئيس سليمان أي إعلان بعبدا، ولن نقبل بأقل من الذي مضى فيه حزب الله ووقّع عليه بنفسه ثم تراجع عنه."
وعن ترشّح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية أشار فتفت: "ليس لدينا فيتو على أي مرشّح، ولكن هناك نقطتان أساسيتان، هما موضوع السلاح وأن يكون السلاح فقط بيد المؤسسة العسكرية اللبنانية وموضوع المحكمة الدولية ، وبالتأكيد مرجعية السلاح تعني سيادة الدولة وأشياء كثيرة منها انسحاب حزب الله من سوريا وقبوله بأن يكون الحزب سياسياً وليس عسكرياً، ولكن في حال لم يتم التفاهم على هذه الأسس فلن نقبل به كرئيس للجمهورية."
وفيما يخص جلسة مجلس النواب التي كانت مقرّرة اليوم لدراسة سلسلة الرتب والرواتب لفت النائب أحمد فتفت إلى أن 14 آذار لم تحضر جلسة اليوم لأن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، "علماً أننا نعتبر السلسلة من الأمور الضرورية ومستعدين أن نشرّع للضرورة، ولكن يجب أن يتم الاتفاق عليها ونجتمع للتصويت عليها مباشرةً، لا أن تتحول من جديد قاعة مجلس النواب لسوق عكاظ ولحفلة كوميديا شعبوية كالتي رأيناها في المرّة الماضية."
وأضاف فتفت: "الاستحقاق الرئاسي يبقى الضرورة الأولى برأينا، لأن هذا الفراغ يمكن أن ينجر إلى أشياء كثيرة وبالتالي يجب أن يبقى انتخاب رئيس جديد هو الأولوية الأولى، وقبل انتخاب الرئيس لا يمكن للأمور أن تذهب بأي منحى إيجابي، وللأسف هناك فريق سياسي مُصمّم على أن يسيّر كل أمور البلد باتجاهٍ سلبي."
نهلا ناصر الدين