لا شك أن الصورة التي حاول حزب الله ارساءها عن دوره كمقاومة إسلامية ساهمت في تحرير الجنوب اللبناني من الإحتلال الإسرائيلي على مدى السنوات التي تلت التحرير قد اهتزت وتهشّمت إلى حدود سقطت معها كل "المقدسات" التي فرضها حزب الله بقوة السلاح وحولها آداة ابتزاز للبنانيين في شؤون الحياة كافة. اليوم بات جليا ً مدى انغماس الحزب كذراع إيرانية في الحرب الدائرة في سوريا، والمدى الذي قد يذهب اليه "الحزب الحرسي" - والمصطلح للكاتب اللبناني وضّاح شرارة – في الدفاع عن المصالح الإيرانية بما فيها تحوله قوة إحتلال، وطرف في الحرب المذهبية التي تجلت بكل الأحداث التي تلت احتلال العراق وصولا ً إلى المواجهة المفتوحة التي يخوضها في سوريا. والحرب التي يخوضها حملت عناوين عدّة في اطار تبريرها لجمهوره، اذ أن دخول مقاتلي الحزب إلى سوريا تظلل حماية المقامات الدينية في البداية، ثم المناطق المتداخلة بين البلدين، سوريا ولبنان، قبل أن يعلن عن خوضه "عمليات استباقية" لتطويق "الخطر التكفيري" في أدبياته، ثم الى مواجهة "الخطر التكفيري" الذي سببته العمليات الإستباقية من استدراج لتفجيرات إرهابية الى داخل مناطق نفوذه، وأخيراً تجفيف منابع الإرهاب (بتعريفه الأمريكي) والإستمرار في مكافحته، أي الإستمرار في الحرب المذهبية على "التكفير" بعد حروبه المحلية "لحماية السلاح"، وما قد تمليه المصلحة الإيرانية من حروب قادمة.
حزب الله في المعترك المذهبي
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro