انتهت الانتخابات الهندية البرلمانية التي جرت مؤخراً بفوز حزب الشعب الهندي الهندوسي (حزب بهاراتيا جاناتا) بالأكثرية البرلمانية بعد حصوله على 282 مقعداً وتقلص عدد المقاعد التي حصل عليها حزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده أسرة (نهرو ــ غاندي) إلى 44 مقعداً وهو أدنى تمثيل للحزب الحاكم منذ استقلال الهند.

ويرأس حزب الشعب الهندوسي المتعصب نارندرا مودي والذي سيتولى رئاسة الوزراء الهندية.

والحزب الجديد يتبنى مواقف وآراء عنصرية وشوفينية وهو معادي للمسلمين الذين يبلغ عددهم من الهند حوالي 150 مليون مسلم (من أصل حوالي مليار هندي) ويتخوف المراقبون أن يتخذ الحزب الحاكم الجديد قرارات معادية للمسلمين إن على المستوى السياسي أو التشريعي مما قد يعرض الهنود المسلمين إلى مخاطر شديدة وستبرز مشاكل دينية وعرقية في هذا البلد المتنوع والذي تميز بديمقراطيته وتعدديته الدينية والعرقية والثقافية.

ومن ضمن المخاوف التي تحدث عنها المراقبون:

1- قيام البرلمان الجديد بتشريع قانون يضفي الشرعية القانونية على بناء "معبد رام" محل "مسجد بابري" في أيوديا (وهذا كان إحدى نقاط الصراع بين الهندوس والمسلمين في السنوات الماضية).

2- اعتبار الهند الوطن الطبيعي للهندوس المضطهدين الباحثين عن ملجأ مما قد يمهد لسياسات لترحيل المسلمين أو اضطهادهم.

3- إصدار تشريعات تمنع المسلمين من القيام بعباداتهم أو حقهم بممارسة حياتهم وفق معتقداتهم (كمسألة ذبح الأبقار وفق الشريعة الإسلامية) وسيكون لذلك انعكاسات حياتية خطيرة.

4- تعزيز العلاقات الهندية ــ الإسرائيلية نظراً للعلاقة القوية التي تربط رئيس الحزب الحاكم الجديد بالمسؤولين الصهاينة. وهذا سيكون له انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، لما سيعطي تبريراً للصهاينة لإقامة "الدولة اليهودية".

5- ابتعاد الهند عن سياسة عدم الانحياز والتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي مقابل هذه المخاوف تحدثت مصادر هندية مطلّعة أن "الحزب الحاكم الجديد حرص على اتباع سياسات أقل تطرفاً منذ بدء الحملة الانتخابية وهو يحاول استمالة المسلمين له والتخفيف من المخاوف الناشئة من مواقفه وسياساته السابقة.

وقد يسأل البعض ما علاقتنا كعرب ومسلمين بما يجري في الهند ونحن نعاني من مشاكل وأزمات كثيرة في بلادنا، طالما أن ما جرى هو انتخابات نيابية ديمقراطية وهذا قرار الشعب الهندي.

والجواب أن العالم اليوم أصبح "قرية واحدة" وما يجري في بلد كبير مثل الهند سيكون له تأثيرات كبيرة على كل العالم، كما أن هناك 150 مليون مسلم في الهند قد يواجهون في المرحلة المقبلة المزيد من المشاكل، كما جرى للمسلمين في ميانمارا ودول أخرى.

وعلينا أن نتابع ما يجري في تلك البلاد التي اتصفت بالتعددية وتقديم نماذج رائعة من الثقافة العالمية ذات البعد الروحي والإيماني.

فهل يتجه العالم نحو التطرف والعنف أكثر وأكثر في بلاد الهندوس مروراً ببلادنا وبأفريقيا وصولاً للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا... سؤال برسم المتابعة.