مروى علّيق

لم تقتصر عملية ترهيب السوريين وإهانتهم في لبنان على منعهم من التجوّل بعد الساعة الثامنة في عدة مناطق, والحد من حريتهم وإذلالهم, بل وصلت إلى درجة ترهيبهم وتهديد مصيرهم.

قصد أفراد من حزب البعث السوري, والذين ينتمون إلى الجنسيتين اللبنانية والسورية, بيوت اللاجئين السوريين في محلة "تول" و "الدوير" وغيرها من قرى محافظة النبطية, في جنوب لبنان, لمصادرة هوياتهم وجوازات سفرهم, بهدف إجبارهم على انتخاب بشار الأسد, تحت طائلة الملاحقة.

وأجبر حزب البعث, السوريين في النبطية, على الخروج بمسيرة مؤيدة لبشار الأسد في منطقة "تول", كان قد دعى للمشاركة فيها على مدار الخمسة أيام الماضية, والتي انتهت بإشكال فردي بين لبناني, من أهالي بلدة حاروف الجنوبية وأحد المشاركين في المسيرة. وتطوّر هذا الإشكال, إلى إقدام بعض مناصري حركة أمل في بلدة حاروف إلى تمزيق صور بشار الأسد والهجوم على مركز حزب البعث لحرقه ولكن الجيش تدخّل وحال دون اقتحام المركز.

من جهة أخرى, يقوم عناصر حزب الله بتوقيف السوريين في الشوارع وقصد بيوتهم, في منطقة بير حسن والضاحية الجنوبية في بيروت, لتهديدهم بعدم الذهاب إلى أعمالهم في التاريخ المحدد لإجراء الإستحقاق السوري, بغية المشاركة في عملية الإقتراع لصالح بشار الأسد أيضاً, تحت طائلة توقيف من لم ينتخبوا الأسد على الحواجز اللبنانية وطردهم من بيوتهم وإرسال أسمائهم إلى الحدود اللبنانية – السورية, لاعتقالهم في حال سفرهم الى سوريا.

وبلّغ مسؤولٌ بحزب الله, السوريين في الضاحية, أن وسائل النقل وجميع الإجراءات اللازمة مؤمنة, وفي حال عدم تمكن أي لاجئ سوري من الإقتراع, سيتم الإنتخاب باسمه بموجب صور طبق الأصل عن هويته.

فإذاً, من لم يسلم من اللاجئين السوريين من براميل وصواريخ وقصف النظام الأسدي في سوريا, لن يسلم أيضاً من ترهيب حزب الله وحلفائه في لبنان.