يذكر خطباء حزب وبقوّة اعتيادية سمات خاصة وواضحة بشخصية الرئيس المُفترض إيصاله إلى قصر الرئاسة بسيّارة حزب الله - المستقيل ومنتمية ومنتسبة ومنحازة بنفس القوّة الخطابية الحزبية ومندمجة طوعاً بخيار المقاومة في كل اتجاهاتها الداخلية والخارجية . وعبروا وبشكلٍ واضح عن عدم ثقتهم بشخصية رئاسية مهزوزة ومتذبذبة حيال المقاومة في لبنان وسورية . الأمر الذي أوضح سبب تأخرّ حزب المقاومة فى الإجابة المباشرة عن هوية المرشح الفعلي لرئاسة غير غريبة عن معدن المقاومة .
لقد أسهم فريق 14آذار ومن خلال ترشيح شخص فيه نوع من استحالة الوصول إلى سدّة الرئاسة في إعطاء حزب الله الذريعة الكافية للتخفي خلف موقف العون الجنوني لابطاء فرص التوصل إلى حلً توافقي آخرته ظروف الترشيحات الملغومة لعدوين لدودين يستحيل التعايش معهما أو التساكن القهري والقسري داخل قصر الرئاسة .
لقد حاول المستقبل الخروج من مقصلة الحلف القواتي والاستدارة نحو عون ليحرج حزب الله وحركة أمل بشخص رئيسها الرئيس نبيه بري الذي يكنّ كل الاحترام للجنرال ميشال إلاّ أنه يقاتل بطريقته الخاصة لجعل طريق الجنرال نحو القصر الجمهوري مقطوعاً بسبب الأعطال في المجلس النيابي .
كما أن شخصيّات المستقبل وباقي الحلف الآذاري أعلنوا وبشكل واضح رفضهم لرئاسة عون بعد تصريحه الخطير والأخير وحديثه عن مُثلث الرئاسات الوازنة " نصرالله -الحريري-عون " وهوبذلك أساء لشخصيّات وطوائف وملل كثيرة وياتي في مقدمة من أساء إليهم عون. الرئيس الاستثنائي اللبناني الأستاذ نبيه بري ومتناسياً وليس عن غفلة حجم الاستاذ الفعلي داخل الطائفة التي يمثلها . والزعيم الثابت للطائفة الدرزية الأستاذ وليد جنبلاط والشخصية القادرة على صياغات توازنات رابحة في محطات الإستحقاقات الإنتخابية .
لقد أحرج أبو التيّار الوطني قادة الحزب وخاصة مع حلفائهم الأمر الذي يحتاج إلى مخرج لائق يعيد تثبيت منطق الشراكة السياسية وموقع الرئاسة الجامعة والمنسجمة مع الخطّ الوطني التقليدي وهذا بالفعل ما ستوفره مناسبة التحرير من خلال كلمة أمين عام حزب الله والتي ستنتج رئيساً من واقع المناسبة أي بالخيارات التي أعلنها أكثر من مرّة وفي مناسبات كثيرة شراكة الجميع في المقاومة . إذاً نحن أمام مناسبة مرتبطة بالإستحقاق الرئاسي وبأبعاده كافة طائفياً وأقلوياً ووطنياً واقليمياً . فهل يُذهب التحرير بالاستحقاق أمّ يُكرّسه بمعادلة جامعة غير جانحة للمتطرفين من أهل الشمال وأهل اليمين ؟