ﺩﻣﺸﻖُ طالت بهذا الصبِّ أحزانُ
فهل تعيد ليالي الأنس أزمانُ
ماذا أصابك يا حبا يخامرني
و أين منك طواويس و غزلان
نيسان أدبر لا سكر و لا طرب
ما عاد فيك كما قد كان نيسان
أين الورود بعطر القول هامسة
و أين زهر و صفصاف و رمان
عامان لم تمتزج بالماء من بردا
خمر و ما عاقر الصهباء ندمانُ
عامان و النار تسري في مفاصلنا
ماذا تبقى و لم تأكله نيرانُ
ملء القصائد يا صفصاف معذرة
لا يعلمُ الحارقُ الصفصافَ ما الشَّانُ
يا منبع الفيجة الرقراق يا بردا
سقى زمانك سحاح و هتانُ
من لي برشفة ماء من منابعها
إني لمنبعها الرقراق ظمآنُ
ﺩﻣﺸﻖُ ﻋﻮﺩﻱ ﻓﻘﺪ ﺗﺎﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊُ ﻓﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺄﺱِ ﺳﻜﺮٌ ﻭلا ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻳﻤﺎﻥُ
ﺍﻟﺤﺐُّ ﻏﺎﺏ ﻓﻼ ﺷَﺠْﻮٌ ﻭ ﻻ ﺷﻐﻒٌ
ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐِ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥِ ﺍﻧﺴﺎﻥُ
ﺍﻟﺸﻌﺮُ ﺿﺎﻗﺖْ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﺍﻟِﺒُﻪُ
ﺣﺰﻧًﺎ ﻭ ﻣﺎﺗﺖْ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺗﺎﺭِ ﺃﻟﺤﺎﻥُ
ﺩﻣﺸﻖ ﻋﺬﺭﺍ ﻓﺒﻌﺾُ ﺍﻟﺤﺐِّ ﺍﻗﻨﻌﺔٌ
ﻻ ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺟﺎﺭٌ ﻭ ﻻ "ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ"ﺍﺧﻮﺍﻥُ
ﻗﺪ ﺷﻮﻫﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦَ ﻓﺎﻻﺳﻼﻡُ ﻋﻨﺪَﻫُﻢُ
ﻗﺘﻞٌ ﻭﻇﻠﻢٌ ﻭ ﺗﻬﺠﻴﺮٌ ﻭ ﺣﺮﻣﺎﻥُ
ﻻ ﻏﺮﻭ ﺍﻥ ﺩﻣﺮﻭﺍ ،ﻻ ﻏﺮﻭ ﺍﻥ ﻗﺘﻠﻮﺍ
ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﺼﺨﺮِ ﺇﺣﺴﺎﺱٌ ﻭ ﻭﺟﺪﺍﻥُ
ﻟﻮ ﺍﺑﺼﺮﻭﺍ ﺣﺴﻨﻚ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺏَ ﻣﺎ ﻏﺪﺭﻭﺍ
ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﺟﻨﺎﻥَ ﺍﻟْﺨُﻠْﺪِ ﻋﻤﻴﺎﻥُ
ﻋَﻘٌّﻮﻙِ ﻳﺎ ﺃﻡَّ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏِ ﻳﺎ ﺑﻠﺪًﺍ
ﻟﻠﺤﺐِّ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻦِ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦِ ﻋﻨﻮﺍﻥُ
ﻻ ﺩﻳﻦَ ،ﻻ ﺷﺮﻉَ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ
ﻳﻌﻖَّ ﺃﻣَّﺎ ﺣﻨﻮﻥَ ﺍﻟﻘﻠﺐِ ﻭﻟﺪﺍﻥُ
ﺗﺪﻕ ﻇﻠﻤﺎ ﻃﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻧﻘﺮﺓٌ
ﻓﻴﻨﺘﺸﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕُ ﻭ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏُ ﻳﺰﺩﺍﻥُ
ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺤﻲ ﺍرْﺩَﻏَﺎﻥٌ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋِﻤِﻪِ
ﻛَﻼَّ، ﻓﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥُ
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻕٍ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﺍﺑَﺪًﺍ
ﻻ ﻳﻨﻜﺮُ ﺍﻟﻌﺮﻑَ ﻭ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥَ ﻟﺒﻨﺎﻥُ
ﺩﻣﺸﻖٌ ﻓَﺠْﺮٌﻙَ ﺁﺕٍ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻔﻬﻢ
ﻟﻦ يَسْتَبِيحَ ﺣِﻤَﻰ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎ ﺟُﻬَﻴْﻤﺎﻥُ
ﺳﻴﻬﺰﻡ ﺍﻟﻈﻠﻢَ ﻋﺪﻝٌ ﻭ ﺍﻟﻮﺩﺍﺩُ ﻗﻠﻰً
ﻭﻳﻌﻘﺐ ﺍﻟﻬﺪﻡَ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺭَ ﺑﻨﻴﺎﻥُ
ﺳﻴﺴﻜﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭُ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺳﻨﻰً
ﻭ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮَ ﺍنجيلٌ ﻭ ﻗﺮﺁﻥُ
ﻏﺪًﺍ ﺳﺘﺸﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻨﺎﻥِ ﺳﺎﺟﻌﺔً
ﻭﺭﻕٌ، ﻭ ﻳﺼﺪﺡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻛﺮﻭﺍﻥُ
ﻏﺪﺍ ﺳﻴﺮﺳﻢ ﺍﻟﻨﻮﺭُ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﺎﻟﺘَﻪُ
ﻭ ﻳﻨﻔﺚَ ﺍﻟﻌﻄﺮَ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕِ ﺭﻳﺤﺎﻥُ