يحيي لبنان في الخامس والعشرين من شهر ايار الذكرى السنوية الرابعة عشر لتحرير الجنوب اللبناني باستثناء مزراع شبعا وتلال كفرشوبا، كما اضيف للمناطق المحتلة من قبل العدو الصهيوني قسما من قرية الغجر والتي احتلت بعد عدوان تموز 2006.
وقد شكّل تحرير الجنوب عام 2000 تطورا تاريخيا ومهما على صعيد الصراع مع الكيان الصهيوني لانه لاول مرة منذ بدء الصراع يتم تحرير الارض المحتلة دون شروط او اتفاقات مسبقة، وقد تكرر الامر لاحقا مع تحرير قطاع غزة ، ويعود الفضل في ذلك للمقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين.
لكن منذ تحرير الجنوب وحتى اليوم مر لبنان والمنطقة بتطورات عديدة وضعت المقاومة في ظروف صعبة واثارت حولها الكثير من الاشكالات والاسئلة.
فأي دور للمقاومة في لبنان اليوم؟ وهل تستطيع قيادة المقاومة وحزب الله ان تواجه الاشكالات والملاحظات التي تثار حول دور المقاومة بعد التطورات الداخلية والمشاركة في الصراع في سوريا؟
اي دور للمقاومة اليوم؟
بداية وبعد 14 عاما على تحرير الجنوب وفي ظل ما يجري في لبنان والمنطقة، أي دور للمقاومة اليوم؟
مصادر قيادية في المقاومة الاسلامية تعترف بكل الاوضاع الصعبة والتحديات التي مرت بها المقاومة في السنوات الاخيرة والتي اثارت حولها الكثير من الاسئلة والاشكالات، لكن هذه المصادر تؤكد : ان دور المقاومة في لبنان والمنطقة لا يزال اساسيا نظرا للتهديدات والانتهاكات والمخاطر التي يتعرض لها لبنان من قبل الكيان الصهيوني وعدم جاهزية الجيش اللبناني لمواجهة هذه التحديات لوحده وهذا ما اثبتته الاحداث خلال السنوات الاخيرة ، فالجيش الصهيوني عمد مرارا لخطف المواطنين اللبنانيين وانتهاك السيادة اللبنانية بكل المجالات والقيام بغارة ضد المناطق اللبنانية اضافة لقتل واغتيال قادة من المقاومة وتهديد قيادة المقاومة بارتكاب المزيد من الاغتيالات ، ولذا لا بد من الاستمرار بالمقاومة مع ضرورة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق على رؤية موحدة بين الجيش والمقاومة.
وتضيف المصادر: رغم الاحداث والمشاكل الداخلية في لبنان والتطورات السورية فان المقاومة الاسلامية مستمرة بالحصول على المزيد من الامكانيات والتجهيزات وتطوير قدراتها ، وان انشغال قسم من مقاتلي حزب الله بالصراع في سوريا لم يؤد الى تراجع قدرات المقاومة وان القتال في سوريا كان دفاعا عن خطوط امداد المقاومة ومراكز مستودعاتها ، وان المهم اليوم حماية دور سوريا في المقاومة وليس الدفاع عن النظام السوري وان قيادة المقاومة حريصة على وقف الصراع في سوريا بما يحقق رغبات الشعب السوري والمطلوب التعاون بين الجميع لوقف هذا الصراع والتوصل الى تسوية تحفظ دور سوريا المقاومة وتحقق الاصلاح والتغيير المطلوب لصالح الشعب السوري.
الرد على الاشكالات والملاحظات
المصادر القيادية في المقاومة تعترف ان الاوضاع في لبنان ومشاركة حزب الله في سوريا قد اديا الى تراجع التعاطف مع المقاومة الاسلامية في لبنان وفي العالم العربي والاسلامي ،كما ادى ذلك الى انتشار الاجواء المذهبية وهذا واقع صحيح ، لكن اليوم وبعد اكثر من ثلاث سنوات من الصراع في سوريا وبعد تشكيل حكومة المصلحة الوطنية في لبنان، نحن امام وقائع جديدة ولم يعد الصراع في سوريا له بعد واحد ويقتصر على مسألة الاصلاح والديمقراطية بل تحول الى صراع دولي واقليمي حول سوريا وموقعها وان الخاسر الاكبر مما جرى قوى المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة ، ولذا فان الجميع معنيون وخصوصا القوى الاسلامية بمراجعة مواقفهم والبحث عن نقاط جديدة للحوار وتقييم ما حصل ولمصلحة من ؟ وان المقاومة كانت مضطرة للتدخل لقطع الطريق امام تطورات خطيرة كانت ستحصل في لبنان وسوريا.
وتضيف المصادر : اننا اليوم معنيون جميعا باعادة دراسة لمصلحة من تثار الفتن المذهبية في المنطقة؟ ولمصلحة من يتم تشويه صورة الاسلام والمسلمين؟ ويجب البحث بشكل جدي في كيفية اعادة بوصلة الصراع باتحاه العدو الصهيوني لانه العدو الاساسي وان قضية فلسطين هي قضيتنا جميعا مهما حصل من خلاف بيننا.
وتختم المصادر : مهما حصل من خلافات داخلية او بشأن الازمة السورية فان مصيرنا كلبنانيين وكعرب ومسلمين واحد وعدونا واحد وهو العدو الصهيوني وكل ماعدا ذلك يمكن الحوار حوله واليوم نحن امام فرصة جديدة للعودة الى الحوار والتوافق حول مختلف القضايا لان الخطر الصهيوني مستمر واطماع الصهاينة بارضنا ومائنا ونفطنا مستمرة ولذا يجب ان تستمر المقاومة في اطار استراتيجية دفاعية مشتركة ولا خيار لنا الا الحوار والتوافق.