انتهى اجتماع مجموعة "اصدقاء سوريا" يوم الجمعة الماضي باعلان العزم على وضع خطة جديدة تهدف الى تغيير الواقع على الارض لمصلحة المعارضة، ولكن بعد اقل من ٤٨ ساعة على هذا الاعلان استقال وزير الدفاع في الحكومة السورية الموقتة اسعد مصطفى، معلناً انه لا يريد ان يكون شاهد زور على استمرار تدمير سوريا على رؤوس مواطنيها، وقت تتقاعس دول العالم عن العمل لوقف ابشع مذبحة في التاريخ يرتكبها نظام ضد شعبه!
لو كان التصريح الذي أدلى به جون كيري بعد اجتماع لندن يحمل ولو مجرد إشارة الى ان المعارضة ستحصل على الحد الادنى من السلاح الذي تحتاج اليه، هل كان اسعد مصطفى ليستقيل؟
قطعاً لا، لكن من الضروري التوقف عند تصريح كيري الذي لم يخرج عن وتيرة الوعود الخشبية، التي تكررها واشنطن، التي لا تمتنع عن تسليح المعارضة المعتدلة فحسب، بل تمنع الآخرين من تقديم اسلحة مناسبة تساعدها في مواجهة مقاتلات النظام بما يؤدي الى تغيير الواقع لمصلحة المعارضة!
عملياً، من الصعب فهم كلام كيري عن مواصلة مساعدة المعارضة واعطائها "قدرات اكبر بطرق مختلفة" وان "اصدقاء سوريا" يشاركون في هذا الالتزام، فالثابت منذ ثلاثة اعوام ونيف، ان بعض دول الخليج تساعد المعارضة ولكن في الحدود التي تسمح بها شروط اتفاقات التسلّح التي سبق لها ان عقدتها مع اميركا التي تعارض حصول المعارضة على اسلحة مضادة للطائرات!
المثير ان كيري كشف عن خلافات سابقة نشبت بين أعضاء "مجموعة الاصدقاء" التي دأبت على انتقاد خلافات المعارضين، فقد اشار بصراحة الى ان الاجتماع كان اكثر اتحاداً من السابق وانه تم التفاهم على ضرورة العمل لتغيير الواقع على الارض في سوريا!
ولكن كيف عندما يمتنع عن توضيح مسألة التسليح "لسنا بصدد البحث في اسلحة معينة ولا ما يمكن ان تقدّمه او لا تقدّمه اي دولة من السلاح، وبعد الاجتماع سيجري النظر في كل ما يمكن القيام به وهذا يتضمن الجهد السياسي"!
هذا كلام بلا معنى ولا يشكل اي التزام واضح يمكن ان يساعد المعارضة المعتدلة على تغيير الواقع على الارض. اما اعلان المجموعة عن رفضها لمسرحية الانتخابات الرئاسية وتمسكها بمبدأ الانتقال السياسي، فلن يغيّر شيئاً من مسار الأزمة التي ما زالت تراوح في واشنطن عند الشعار الممجوج "الاسد فقد شرعيته ولا مكان له في مستقبل سوريا"!
روسيا وصفت الموقف الاميركي بأنه هدّام، وهو بالفعل هدّام وعن سابق قصد اميركي وتصميم اسرائيلي. أوليس المطلوب ان تبقى سوريا مصيدة للنظام وحلفائه الروس والايرانيين وللمنظمات الارهابية الزاحفة الى حقول الدم والدمار؟