مروى علّيق
تجددت الإشتباكات في عاصمة الشمال, طرابلس, أمس, رغم الإنتشار الواسع للجيش اللبناني فيها إلتزاماً بالخطة الأمنية التي بدأ بتنفيذها, بعد أن أقرّها مجلس الوزراء في الأول من نيسان الماضي. فصدر بيانٌ عن قيادة الجيش اللبناني يفيد أن دورية مؤللة تابعة له تعرّضت في محلّة التبانة في طرابلس, لإطلاق نار كثيف وقذائف صاروخية من قبل مسلّحين مصدرها المحلّة المذكورة, ما أدّى إلى إصابة ثمانية عسكريين بجروح مختلفة بينهم ضابط برتبة ملازم. وقد ردت قوى الجيش على النار بالمثل كما باشرت,ولا تزال, بتنفيذ عمليات دهم واسعة لمصادر إطلاق النار وبتعقب المعتدين لإلقاء القبض عليهم.
في حديث لموقع "لبنان الجديد", أكّد مؤسس "حركة السكينة الإسلامية" في بيروت وخبير المنظمات الإسلامية في لبنان الأستاذ أحمد الأيوبي, أن الخطة الأمنية في طرابلس كانت جيدة ومقبولة في بداياتها لأن الجيش كان حازماً في ذلك الوقت بملاحقة المطلوبين. ولكّنه أشار إلى سببين أساسيين أدّيا إلى تغيير مسار هذه الخطّة.
أولاً, تهاون الجيش بإلقاء القبض على أبرز المشاركين في الإقتتال الداخلي في طرابلس منهم زعيم "الحزب الديمقراطي اللبناني العربي" علي عيد, وابنه, مسؤول العلاقات السياسية في الحزب نفسه, رفعت عيد, الصادر بحقهما مذكرة توقيف من قبل القضاء العسكري اللبناني في تاريخ 10 أبريل 2014.
ثانياً, بعض التسويات التي قامت بها القوى الأمنية وخصوصاً الجيش اللبناني مع الكثير من قادة المحاور والمطلوبين الذين سلّموا أنفسهم بناءً على تفاهم مسبق بأنّه سيتم إطلاق سراحهم بعد عدّة أيام وهذا ما حدث فعلاُ مع عامر أريش. ولكن بقي خارج هذه التسويات عدد من الموقوفين مثل خالد الراعي وأسامة منصور, وبعض ممن هم مقرّبين منهم, الذين تحوّلوا إلى مطلوبين وصار الجيش مضطراً إلى ملاحقتهم.
ورأى الأيوبي أن ما حصل في الأمس هو إشتباك ناجم عن محاولات الجيش منذ عدّة أيام لمداهمة المكان الذي يمكث فيه المطلوب خالد الراعي لإلقاء القبض عليه. وأضاف: "من الظاهر أن الراعي قام بالتجهيز لافتعال هذا الإشتباك, في حال فشلت جميع "الوساطات" بينه وبين الجيش لمنع إلقاء القبض عليه. ولكن لم يصدر عن مديرية الجيش اللبناني حتى الآن أي بيان يوضح تفاصيل الحادثة.
لا شك أنّه هناك الكثير من الغموض والإلتباس الذي يلف تفاصيل هذا الإشكال, والأهم من كل ذلك تداعياته السلبية على سير الخطة الأمنية. ولكن الإشكالية الآن هي إن كان الجيش اللبناني سيواصل بعد هذه الحادثة إصراره على الإتيان بالمطلوبين, أم هذا الأمر سيؤدي إلى إنتكاسه وتراجعه فعلياً عن ملاحقتهم.