أطاح المالكي بخصومه واستطاع أن يجدّد لنفسه لولاية ثالثة بعد أن جاءت أوراق صناديق الاقتراع لصالح الكتلة التي يترأسها وقد كانت ورقة الارهاب ورقة" يانصيب " عراقية أكسبت السيد نوري المالكي ربح الغرب ورضا الولايات المتحدة ومنحت ايران فرصة اللعب بالنتائج  من قبل الاقتراع وخوض الانتخابات التي تذمّر من نتائجها الكثيرون من أهل العراق . ربما لعب تيّار المالكي لعبته في التزوير وفي الطعن بصلاته التحالفية واسقاط مُحالفيه في جورة الخسارة النيابية بعد أن كانوا وازنين والتعامل مع الأخصام بخصومة السلطة الممسكة بسير الانتخابات والمُتحكمة في مُقدّمات تسهم في تعزيز حظوظ تيّار السلطة على حساب معارضة مريضة ومتهمة بالارهاب أو بدعم تيّاراتها وبالتعامل مع دول أجنبية لابقاء الأمن العراقي مفتوحاً على أعمال انتحارية ناسفة للدولة من جذورها . يبدو حزب المالكي الحزب الوحيد المعني بوطنية عراقية لا يتمتع بها أحد حتى أن "الدعواتيين " الخارجين عن ولاية المالكي مشكوك بوطنيتهم كما أن المرجعية العراقية لا تمتّ بصلة للوطنية الحزبية والتي أسّس لها حزب الدعوة من موقع قيادته الدائمة للدولة . لهذا يصف الكثيرون  من العراقيين حزب الدعوة بحزب البعث أيّ حزب الدولة ويتهم الكثيرون أيضاّ نوري المالكي بأنّه "صدّام " صغير كما وصفه مقتدى الصدر بالدكتاتور. ويعتقدون بأن المالكي وحزبه نتيجة دائمة لرغبات أمريكية – ايرانية  متحكمة برقبة العراق لهذا تخفق دائماً كل محاولات عزل المالكي من السلطة أو من محاربته وهزمه في اللعبة الانتخابية أومن تفريغ محتوى الحكومة من مضمون الشراكة السياسية أو المذهبية . لقد نجح المالكي من السيطرة الكاملة على كرسي الرئاسة مهما تمّ تجويفها بأظافر الداخل وأنياب الخارج . الاّ أنّ نجاح المالكي لا يعني نهاية المطاف واستقرار العراق والتوصل الى وضع أمني مريح وامكانية التأسيس لعملية سياسية مرضية للأطراف العراقية . ما هو الاّ  نجاح شخصي واستمرار لأزمة تحكّم بالعراق من قبل المتحكمين الامريكي والايراني واستمرار أيضاً للتشظّي الداخلي وموت العملية السياسية سريرياً وتنامي النزعة الارهابية والتطرفية في الشارع العراقي وابقاء العراق ساحة جهادية جاذبة لأئمة لا اله الاّ الله لنيل احدى الحسنيين امّا تدمير العراق وامّا تدمير العراق .