ملّ اللبنانيون من جلسات الانتخابات التعطيلية التي يرزح تحتها الاستحقاق الرئاسي، إلا أن شيئاً ما لاح بالأفق أعاد الأنظار بقوة باتجاه جلسة الانتخاب الأخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس سليمان، فعلى ما يبدو بأن جلسة 22 أيار الجاري ليست كسابقاتها. فأكدت قوى الثامن من آذار على أنها لن تقاطع هذه الجلسة وستؤمن النصاب المطلوب، الأمر الذي يعني حضور أكثر من 86 نائباً في القاعة العامة، هذا ما يعطي إشارة خيرٍ تنوّه بانتخاب رئيسٍ جديد بعد كل هذا التعثر الحاصل مع اقتراب انتهاء المهلة الدستورية.
وفي هذا السياق كان لنا حديثاً خاصاً مع نائب كتلة التغيير والإصلاح "حكمت ديب" الذي أكد لنا بأن نواب تكتل التغيير والإصلاح سيحضرون جلسة انتخاب الرئيس المقبلة "على ضوء ما جرى من اتصالات وتوافقات بيننا وبين حلفائنا وبيننا وبين الآخرين أي "تيار المستقبل" والاتصالات السياسية التي تتم. وعلى هذا الأساس سنتخذ الثلاثاء الموقف المناسب."
وأضاف ديب "إلا أنه ليس من شيء نهائي بعد، بل هناك درس مفصل للمسار كلّه وبالتالي اتخاذ خطوة تتلاءم وحقوق اللبنانيين ومصلحة البلد لكي نضمن وصول رئيس قوي، يمثل المسيحيين ويتمتع بقاعدة شعبية ونيابية واسعة جداً، احتراماً للميثاق واحتراماً للدستور واحتراماً لإرادة اللبنانيين الذين نمثّل جزءاً هاماً منهم كتكتل تغيير وإصلاح."
وفي المقابل نفى نائب تيار المستقبل "جمال الجراح" الكلام الذي يدور حول التوصل إلى اتفاق ما بين "الحريري وعون" مؤكّداً أن: "موقفنا واضح ومرشحنا الدكتور سمير جعجع وإن كان هناك طروحات أخرى سيتم التفاهم عليها مع كل مكونات الرابع عشر من آذار."
وعن السبب الذي دفع قوى 8 آذار إلى حضور الجلسة المقبلة أوضح االجرّاح: "لا شكّ أن الثامن من آذار وجدت نفسها محرجة لأن الشعب اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص أصبح على يقين بأن من يقوم بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية هم 8 آذار، وأعتقد بأنهم قرروا النزول والمشاركة في الجلسة لهذا السبب. وهذا شيء غير مؤكد بعد لأنه لم يصدر منهم شيء رسمي حتى الآن، وبالمقابل 14 آذار ستنزل وتشارك مهما كانت النتيجة كما هي تشارك بكل جلسة بكامل أعضائها تقريباً احتراماً للشعب والدستور اللبناني."
فهل ستكلّل الأيام الثلاثة الأخيرة من المهلة الدستورية برئيسٍ جديد، فلبنان معروف بأنه بلد تسويات الساعات الأخيرة... وهل سنرى العماد ميشال عون على الكرسي السليماني مقابل عودة رئاسة الحكومة إلى كنف آل الحريري، أم أن عرّاب السياسة اللبنانية سيفاجئنا بكَيلةٍ جديدة تقلب الطاولة والموازين معاُ، حيث أن هناك تخوّف من قبل 8 آذار حيال سحب رئيس جبهة النضال الوطني "النائب وليد جنبلاط" لمرشحه مقابل صفقةٍ ما قد تكون رداً على صفقة "الحريري-عون"...!!!
نهلا ناصر الدين