مروى علّيق

نظّم "الحراك المدني للمحاسبة" وهو مبادرة أطلقتها مجموعة من جمعيات المجتمع المدني اللبناني وعدد من الأفراد الناشطين والمستقلين, أمس, تحرّكاً وسط بيروت تحت عنوان: "مسرحية الفراغ...الفصل الرابع" للتعبير عن رفضهم لتقصير النواب وعدم قيامهم بواجبهم الدستوري. هذا إلى جانب رفعهم صباح اليوم 40 يافطة على جميع الجسور المؤدية إلى بيروت تحمل شعارات مختلفة, مثل: "مجلس أعوج ما بيجلس", "حرّروا المجلس", و"احترم الدستور لمرّة واحدة فقط" ..إلخ.

فهذا ليس أوّل تحرّك مطلبي يقوم به "الحراك", حيث سبق أن ساهم في تنظيم مظاهرة حاشدة في 20 حزيران الماضي كردٍّ على تمديد المجلس النيابي غير الشرعيّ لنفسه والذي أقرّه النواب لمدّة سنة وخمسة أشهر بحجة الوضع الأمني المترّدي الذي بقي على حاله لا بل ازداد سوءاً.

وفي مقابلة مع "لبنان الجديد", أكّدت مديرة الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات (LADE), يارا نصّار أن LADE كجمعية تعمل على مراقبة الإنتخابات وقوانينها بجميع أشكالها وكواحدة من أعضاء "الحراك المدني للمحاسبة", تطالب البرلمان اللبناني, رغم عدم الإعتراف به بسبب تمديده لنفسه وحرمان المواطن من حرية تقرير مصيره ومن الوسيلة الوحيدة التي يعبّر فيها عن ديمقراطيته وهي الإنتخابات, أن يقوم بمهامه كمجلس "أمر واقع" والعمل على إستمرارية السلطة بإنتخاب رئيس جمهورية جديد, إلى حين إجراء إنتخابات نيابية جديدة.

وأضافت نصّار أنّه في حال فشل المجلس النيابي بتحقيق النصاب وانتخاب رئيسٍ للبلاد في جلسته الأخيرة قبل رحيل الرئيس الحالي ميشال سليمان والتي ستُعقد في 22 أيّار, سيقوم "الحراك المدني للمحاسبة" بحشد أكبر عدد ممكن من اللبنانيين للتجمّع بشكل ديمقراطي وسلمي أمام جريدة النهار, الساعة السادسة من نهار الخامس والعشرين من هذا الشهر, بهدف رفع صوت الشباب للتعبير عن رأيهم بشكل الدولة التي يريدون العيش في ظلّها. وأشارت نصّار إلى أن الحراك سيُعلن عن تفاصيل أخرى, سيتم الإتفاق عليها لاحقاً, تتعلّق بالتجمّع, الذي سيتخلّل أعمال مسرحية, من الممكن أن يشارك فيها عدد من الفنّانين.

من المؤسف أن تكون كلّ التوقعات تصبُّ في خانة واحدة, وهي الدخول في شغور أو فراغ رئاسيّ, ولكن على النواب وأصحاب السلطة أن يعلموا أنّه لا يزال هناك من يحاسبهم, على تقصيرهم وانتهاكاتهم الدستورية.