ترزح دولة مصر تحت عبء شخصيتين ملتزمين خيارات الثورة ومتصلين بمحاولة التقرّب أكثر بالشخصية الناصرية الاستثنائية المصرية تحفيزاً منهما للرغبات الشعبية في الاستصحاء على مجد عبد الناصر الفارغ من أيّ محتوى.
ناضل الرئيس المصري طويلاً وكافح بشدة ونافح من أجله الداخل والخارج لتحقيق مبتغى الشعارات القومية المسقطة على واقع عربي وببعد إقليمي وجد فيه عبد الناصر ذروة النهوض القومي لمقاومة مشاريع متعددة من الاستعمار الى الاحتلال وصولاً للاستحمار العربي بحدود الدور الرجعي للأنظمة المرتبطة بقواعد الاستعمار والاحتلال .
من هنا تتخذ الخطوات الإجرائية للانتخابات المصرية حيّزاً إحيائياً للتجربة الناصرية، وببعدها العسكري من خلال السيسي وبمضمونها الشعبي من خلال حمدين صباحي، باعتبار أن التوافق المصري محصور في حضانة قوية للرئيس المصري الأوّل جمال عبد الناصر ..
إن استذكار كل من السيسي وحمدين لعبد الناصر من خلال تنميط الصورة الشخصية يجعل الهوية المصرية هوية قيادية لدولة ولدور عربي وإقليمي وهذا ما يبقي مصر خارج النهضة والتنمية لأن إشباع الرجال التاريخي سيضاعف من جوع المصريين ويبقيهم في دوامة الفقر ومطحنة الموت اليومي . بالتأكيد ستتتغلب الشخصية العسكرية في مصر لأن الجيش هو من أطاح بالملكية وأسّس لسلطة مصرية وضعت مصر في مصافي الدول الفاعلة والمتحكمة في كثير من سياسات العالم الثالث .
كما أن الأمن الذي انكشف لحظة الخطة الأمنية بقيادة السيسي وتوعد الأخوان بزلزلة حكم الإنقلاب بواعث حقيقية لخيارات المواطن المصري والذي يجد في السيسي رئيساً قويّا لمصر يعيد إليها أمنها المسلوب من قبل جهاديين لن تتوقف أعمالهم الإرهابية عند حدود معينة وهناك خوف حقيقي عند المصريين من "عرقنة " مصر لهذا صوّتوا في الخارج كما سيفعلون في الداخل لصالح المنقذ رجل المؤسسة العسكرية وقائد ثورة الضباط الأحرار الجديدة "المشير عبد الفتّاح السيسي" ضدّ الأخوان.