وحده باراك اوباما متمسك بالتوصل الى اتفاق نووي مع ايران. شركاؤه الأوروبيون والغالبية في الكونغرس يشككّون في ان تلتزم طهران، التي باتت تقف على عتبة تصنيع القنبلة النووية، اي اتفاق، وهكذا طغت على الجلسة الرابعة من المحادثات في فيينا تصريحات غربية عن وجود فجوات كبيرة في بنود التفاوض (فوردو وآراك والصواريخ البالستية)، وان تحقيق اتفاق لا يزال بعيداً !
مع بدء المفاوضات بين ايران ومجموعة ٥+ ١، كان تشاك هيغل يحضر اجتماع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي في جدة، وبدا واضحاً ان واشنطن حرصت على ان يصل لطمأنة حلفائها الخليجيين الى ان اي اتفاق مع طهران لن يكون على حسابهم او متناقضاً مع مصالحهم الامنية، ولن يطلق يدي طهران في الاقليم، الذي تريد ان تلعب فيه دوراً محورياً، وقد باتت تتحدث عن نفوذها الممتد من مدينة مشهد الى الناقورة في جنوب لبنان مروراً بالعراق وسوريا !
الامير سلمان بن عبد العزيز كان واضحاً وصريحاً ومباشراً في القول ان التحديات، داخلية كانت ام نتيجة تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة (والمقصود ايران طبعاً)، لها تداعيات ليس على دول المجلس فحسب، وانما على الامن والسلام الاقليمي والعالمي، وهو ما يجعل أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، وفي مقدمه اميركا التي " يجب ان تأخذ في حساب معادلاتها الامنية والسياسية، التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة لتغيير توازن القوى لمصلحتها على حساب دول المنطقة".
ليست العسكرة النووية الايرانية وحدها التي قد تكسر توازن القوى، التدخلات في شؤون الجيران تريد كسر هذا التوازن ايضاً، ولهذا فإن على دول المجلس التي تواجه تحديات متزايدة ان تضاعف جهودها وتنسق مواقفها لمواجهة التحديات والمحافظة على امنها في مواجهة الطموحات النووية وتنامي ظاهرة الارهاب.
وبخلاف الغموض الذي انتهت اليه محادثات اوباما في زيارته الاخيرة الى الرياض، رد هيغل على كلام الأمير سلمان بالقول ان اميركا لا تزال ملتزمة بقوة التعاون المشترك في مجال الدفاع مع دول الخليج، "وان المفاوضات مع ايران لا تعني تحت اي ظرف مبادلة الأمن الاقليمي بالتفاوض حول البرنامج النووي، وان التزامنا أمن الخليج واستقراره لا يتزعزع وسنعمل على التأكّد من عدم امتلاك ايران السلاح النووي"!
يذكّر كلام هيغل بالشعار الاميركي المطروح منذ ايام ايزنهاور في الخمسينات "منطقة الخليج حيوية للأمن القومي الاميركي"، ولأن الشعارات لم تعد تشكّل إلتزاماً جدياً مع اوباما لأسباب كثيرة، ركّز الأمير سلمان وهيغل ايضاً، على اهمية قيام استجابة جماعية خليجية لمنع اي تعد او اختراق ارهابي!