في مداخلةٍ سياسية حول الفراغ المتربص بمقام الرئاسة الأولى في لبنان، عبر قناة "سكاي نيوز" كشف من خلالها رئيس تحرير موقع لبنان الجديد الكاتب والمحلل السياسي علي سبيتي بأن اللبنانيين اعتادوا على سياسة التلقين وهم يؤكدون مجدداً على عجزهم عن انتخاب رئيس جديد بأيادٍ لبنانية خالية من التبعية للخارج.
1- مجلس النواب اللبناني بات في حالة انعقاد دائمة لا محالة، من المسؤول عنها 14 آذار أم 8 آذار، إذا كنا نتحدث داخلياً في لبنان بعيداً عن القوى الإقليمية.؟
بالتأكيد المسؤولية هي مسؤولية الطبقة السياسية في لبنان، المتشكلة من فريق الثامن والرابع عشر من آذار. وهذه الطبقة السياسية هي التي تتحمل مسؤولية الإخفاق في التوصل إلى انتخاب رئيس يكون على مستوى المرحلة السياسية وبالتالي على مستوى الاستحقاق الدستوري لأن ذلك يعطي للبنان دوراً وسمعةً على المستوى العربي والإقليمي والدولي وبالتالي يؤكد بأن اللبنانيين قادرين على إنتاج تشكيلاتهم واختيار ما يناسبهم في هذا المجال من استحقاقاتٍ سواء في الرئاسة أو غيرها. وأن هناك نوع من الصناعة المحلية قد بدأت تأخذ مجراها في البنية السياسية في لبنان، ولكن للأسف ما حصل يؤكد بأن اللبنانيين حتى الآن غير ناضجين بالمستوى الذي يتطلبه المواطن في لبنان، بمعنى أن تكون كل اتجاهاتنا ومساواقاتنا السياسية تصب في مصالحنا الوطنية لا في مصالح خارج الأوطان، ومن هنا يأتي الجواب بشكل واضح وهو أن ساحة المجلس النيابي لم تعد تتسع لهذا الاستحقاق السياسي المهم وبالتالي أصبح البعد الإقليمي هو االمسيطر على هذا الاستحقاق.
2- الرابع عشر من آذار حضروا وقدموا مرشحهم، وحتى اللحظة الثامن من آذار يقومون بالتعطيل، لم يحضروا وانتخبوا بأوراق بيضاء ولم يقدموا مرشحهم الرسمي حتى الآن. الموقف أمام الشعب اللبناني اليوم كيف سيكون.؟
هذا صحيح ولكنني أعتقد بأن هذا النوع من السيناريو الواضح والمكشوف بين الجهتين اللتين تسيطران على البنية النيابية داخل المجلس. وإذا ما عُدنا إلى الجلسة الأولى من انتخابات رئيس الجمهورية تبين لنا أن جزءاً من فريق الرابع عشر من آذار قد رفع ولوّح بقميص الشهيد رشيد كرامي بوجه مرشح 14 آذار رئيس حزب القوات اللبنانية "سمير جعجع" ، ولم تكن هذه العملية وليدة لحظتها ولكن هي جزء من التخطيط لإفشال موضوع الانتخابات. وبالتالي عدم التوصل إلى مرشح تحدّي، لأن ذلك لا ينسجم تمام الانسجام مع المصالح التي تتحكم بكل من فريق الثامن من آذار بقيادة حزب الله والرابع عشر من آذار بقيادة تيار المستقبل . فهذه المصالح لا تنسجم بشكل أو بآخر مع وصول رئيس بمستوى أو بقامة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.
3- هذه المصالح التي تتفق من طرف مع الأجندة السعودية في لبنان ومن طرف آخر مع الأجندة الإيرانية. اللقاء المرتقب السعودي الإيراني كيف من المتوقع أن يؤثر على الاستحقاق الرئاسي اللبناني.؟
اللبنانيون عندما فشلوا في التوصل إلى حل يرضي ويفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية أكدوا بأن زمام الأمور وزمام المبادرة لم تعد بأيديهم، بل هي بأيدي الإيرانيين والسعوديين، بمعنى أنها أصبحت نقطة على جدول الأعمال المرتقب بين الإيرانيين والسعوديين . ومن هنا نعم لقد ضاعفوا من البعد الإقليمي للانتخابات الرئاسية في لبنان وقالوا بصريح العبارة أننا غير جديرين بأن ننتخب رئيساً لأننا تعودنا على عملية التلقين السياسي من قبل هذه الدولة أو تلك، كما كان في السابق من خلال السوريين الذين تحكموا في إدارة البلاد في لبنان. لذلك اللبنانيين غير معتادين حتى الآن على حل مشاكلهم بأيديهم وبالتالي هم يؤكدون على أن الانقسام فيما بينهم لا توجد فيه تقاطعات تلبي مصلحة مشتركة، وهي عدم إيجاد نوع من الشغور في مركز الرئاسة الأولى . من هنا أصبحت هذه المسألة متداولة إيرانياً وسعودياً وإن تم اللقاء بينهما فإن المسالة في لبنان قد تكون إيجابية إذا ما كانت اللقاءات بينهما إيجابية واتفقوا على أن لبنان يجب أن يوضع على سكّة الحل، وبالتالي عدم وصوله إلى الفراغ الرئاسي، هذا الموقع الحساس في تركيبة البنية السياسية والطائفية في لبنان.