طن كامل من الفيول رسى على شواطىء جونية - الزوق وتغلغل في مياه البحر. الأمر الذي دفع فرق الدفاع المدني إلى التحرك وعلى الفور للبدء بعمليات التنظيف التي ما زالت مستمرة لتفادي أكبر قدر ممكن من التلوث الذي قد يتسببه الفيول المنتشر. والبحث مستمرّ عن بقع محتملة ممكن أن تكون قد ابتعدت عن موقع التسرب.
هو تقريرٌ مصوّر نشرته قناة "الإم تي في" اللبنانية في نشرتها الليلية يوم أمس الثلاثاء، ونشرت صوراً تُعبّر أكثر من أي كلام عن حجم الكارثة البيئية التي ضربت الشواطىء على أبواب الموسم السياحي. ولم يُعرف حتى الآن مصدر هذا السم الذي انتشر فجأةً على شواطئنا.
وفي محاولةٍ منّا لتتبع آثار هذا الموضوع تواصلنا مع رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين لحماية البيئة الأستاذ "نذار دندش" الذي أكد على أن "الفيول يؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية البحرية، ويعمل على تسميم الأسماك، ومنع الضوء من النفاذ إلى المياه. وبالتالي له أثره على صحّة الانسان في حال سبَح بالقرب من هذه المياه الملوثة، أو اكل من الأسماك التي لحق بها التسمم."
وأشار دندش إلى أن "التلوث بالمواد النفطية هو من أسوأ أنواع التلوّث وأخطره، داعياً الوزارات المعنيّة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الحادثة، وتفادياً لحصول المزيد من هذا النوع من الحوادث. مستبعداً أن يكون هذا العمل مُفتعل لأن الكمية التي انتشرت من الفيول ليست بكارثية ويمكن تفادي سلبياتها من خلال أعمال الدفاع المدني، الذي يقوم بواجبه على أكمل وجه بهذا الخصوص."
هناك احتمالان قد يكونا السبب الرئيس للتلوث الذي يشهده البحر اليوم ، شركة كهرباء لبنان أو البواخر التي تفرّغ حمولتها بالقرب من معمل الذوق، والجواب "المعتلّ" وليس "الشافي"نجده عند الوزارات المعنيّة فقط.
وعلى سبيل تحمّل المسؤوليات، فلم تتحمل كل من وزارة الطاقة أوالنقل مسؤوليتهما ولم تلتفت إلى الموضوع، ولم تجِب حتى الآن على اتصالاتنا المتكررة، لأسباب لا نعرفها، ولا شكّ بأن "التطنيش" سيكون هو مسؤوليتهما الوحيدة تجاه هذه القضية البيئية، التي ودون أدنى شك سيكون لها نتائج كارثية على البيئة إذا ما تكرّرت وبالتالي على الموسم السياحي اللبناني الذي دق أبواب الصيف باكراً.
نهلا ناصر الدين