مروى علّيق

بعد الإعلان عن تاريخ الإستحقاق الرئاسي في سوريا، تفاوتت مواقف الصحافيين والكتّاب في لبنان بين مؤيد له ومعارض. أمّا المؤيدين لهذه الإنتخابات لم يروا فيها ما يثير الغضب, فبرأيهم هي الشكل الأمثل "للديمقراطية" وبشّار الأسد هو الخلاص الوحيد لسوريا بشكلٍ خاص, وللمنطقة بشكل عام.

في مقابلة مع "لبنان الجديد", إعتبر الصحافي إبراهيم بيرم, أنّ الإنتخابات السورية المقبلة ستكون عبارة عن عملية "تدريب على الديمقراطية" في سوريا, لأن النظام الإنتخابي أمر جديد, وبالتأكيد سيكون المسار إعادة تثبيت بشار الأسد في السلطة وعلى رئاسة الجمهورية وذلك لمواجهة الحملة القائمة عليه وعلى سوريا, ولإكمال الإنتصارات والمكاسب الميدانية التي حققها, إن النظام بحاجة إلى هذا "الإجراء الشرعي" لإثبات أن شعار إسقاط بشار الأسد الذي رُفع منذ بداية الأحداث في سوريا قد فشل سياسياً إلى جانب فشله الميداني. وعن إنعكاسات الإستحقاق السوري على لبنان, قال بيرم أنّ ما يحدث في سوريا له إنعكاس بشكل عام على الوضع في لبنان سواء على المستوى الميداني أو السياسي, ورأى أن ربط الإستحقاق الرئاسي اللبناني بمستقبل الإنتخابات الرئاسية السورية, أمر منطقي جداً وطبيعي, لأنّه لا يمكن الفصل بين الساحة اللبنانية والساحة السورية سواء سلباً أو إيجاباً. وأضاف: "نحن في حالة إنتظار لتاريخ الخامس والعشرين من أيّار المُقبل, وللأحداث الثلاث: الحدث السوري وانعكاساته, نتائج الإنتخابات النيابية في العراق وما يمكن أن يتم من صفقة أميريكية إيرانية لتجديد ولاية الحكومة العراقية, واستطراداً للوصول إلى الحدث اللبناني الذي يتعلّق بطرفين أساسيين هما إيران والسعودية ولكنّا بجميع الأحوال قادمين على فراغ رئاسي في لبنان بعد هذا التاريخ". وأشار بيرم إلى أنّ المحاولات التي قامت بها بعض الأطراف السياسية والدينية "للبننة" الإستحقاق وكل ما مورس من ضغوط وعمليات تهويل من قبلها قد فشلت وسقطت.

بالرغم من تنوّع الآراء واختلافها, تبقى الحقيقة واحدة, أن الظرف السوري الحالي لا يسمح بإجراء إنتخابات رئاسية مهما كانت تسميتها وشكلها, وكأن شيئاً لم يحدث في الثلات سنوات الماضية وكأن كل تلك الضحايا لم تسقط وكل تلك البراميل التي رماها النظام السوري فوق رؤوس المدنيين, وكل ذلك القمع والعنف والتخوين والذل والإعتقالات التعسفيّة والموت تحت التعذيب, كان ضربٌ من الخيال ولم تعشه كل تلك الملايين من الشعب السوري.