الجزء الثاني من المقابلة الصحفية مع المرشح للرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي الذي أجرته الإعلامية زينة يازجي عبر قناة سكاي نيوز جاء في معظمه عربيا ودوليا وتناول توجهات السيسي ومواقفه وبرنامجه حول علاقات مصر العربية والدولية .وتناول اللقاء ععدا من القضايا التي تهم الداخل المصري .
وأكد المرشح السيسي على جملة مواقف في علاقات مصر مع ايران و اسرائيل وقطر ودول عربية أخرى , مشيرا الى انفتاح جمهورية مصر العربية على إقامة العلاقات الودية مع كل دول العالم .
وقال السيسي إن الأمن القومي العربي حاليا في حالة انكشاف بسبب "ضعف العرب وليس بسبب قوة الآخرين" معتبرا أن "وقوف الدول العربية مع بعضها جنبا إلى جنب يمثل الضمان الحقيقي لحماية الأمن العربي" .
وسئل السيسي في الجزء الثاني في حواره مع برنامج "بصراحة مع زينة يازجي"، عن موقف مصر إذا واجهت أي دولة عربية تهديدا، فقال:" إن جيش مصر قوي جدا لكنه قوة عاقلة تحمي ولا تهدد.. لكن إذا وقع تهديد ضد دولة عربية.. بالضبط .. مسافة السكة"، في إشارة إلى أن تحريك الجيش المصري فورا لمواجهة هذا التهديد وأضاف بالقول:" هتلاقونا موجودين.. محدش يتهدد واحنا موجودين أبدا .
وأشاد المرشح الرئاسي بالدور العربي المساند لمصر عقب التطورات التي حدثت بعد 30 يونيو الماضي، خاصة من دول الخليج العربي.
وقال وزير الدفاع السابق إن "بيان الملك عبد الله بن عبد العزيز (في الثالث من يوليو) كان حاسما وسيقف عنده التاريخ كثيرا ولن ينسى له.
كما أشاد السيسي بموقف الإمارات العربية المتحدة وقال إن "أولاد الشيخ زايد وقفوا بجانب مصر موقف رجولي وعروبي عظيم"، مضيفا أيضا أن الكويت والبحرين وعمان اتخذت مواقف مشابهة.
وكانت السعودية والإمارات من أوائل الدول التي أعلنت على الفور تأييدهما للإجراءات التي اتخذها الجيش في مصر من عزل الرئيس السابق محمد مرسي القادم من صفوف جماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات شعبية عارمة ضد حكمه.
وحول المساعدات التي تلقتها مصر من دول خليجية، قال إن "الموضوع ليس مساعدات بقدر إيجاد مناخ استثمار حقيقي للعرب والأجانب".
وقال إن المساعدات العربية تمثل "فهم وإدراك الأشقاء العرب بأن حجم التحدي داخل مصر ضخم ولابد أن نعود كلنا كتلة عربية قوية وقادرة من أجل أن تحمي محيطها العربي وأمنها القومي".
قطر وتركيا
وسئل السيسي عن الخلاف مع قطر وهل سيستمر التوتر معها، فرد:" أسأليهم هم.. نحن لم نبدأ خلافا مع أحد.. لكن مهم أن يحترمنا الآخرين ولا يتدخلوا (في شؤوننا)"
وأردف قائلا:" لن يستطيع أحد التدخل في مصر مرة أخرى.. كل واحد يخليه في حاله أحسن".
وبشأن العلاقة مع تركيا، أوضح أن العلاقة مع الشعوب تختلف عن العلاقة مع الحكومات.
وأشار إلى أن على أنقرة أن تسعى لإصلاح العلاقة مع القاهرة وليس العكس، قائلا باستنكار:" هل أسعى أنا لإصلاحها أم هم؟ لن يستطيع أحد العبث بالأمن المصري"، في إشارة إلى دعم تركيا للإخوان المسلمين.
إيران وسوريا
وربط السيسي العلاقة مع إيران بعدم مساس الأخيرة بأمن واستقرار الخليج، قائلا "طالما لا يوجد مساس أو تهديد لهذا الأمن .. لن تكون هناك مشكلة.. طالما لن تحدث تسوية على حساب الأمن القومي العربي.. فلن توجد مشكلة".
وفي الملف السوري، حذر السيسي من تقسيم سوريا، داعيا إلى حل سلمي لا يكون على حساب وحدة الأراضي السورية.
واشنطن وموسكو
وبشان العلاقة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا، قال إنه "ليس بالضرورة أن تكون علاقتنا مع روسيا على حساب أميركا أو العكس.. العلاقة مع موسكو قديمة وليست بالجديدة".
وأوضح السيسي أن الخلاف مع واشنطن نابع من سرعة تقديرهم للموقف في مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وقال "لابد أن نفهم أن لديهم قانون يحدد تعاملهم إذا تم إبعاد رئيس منتخب من السلطة".
سد النهضة وحلايب
وفيما يتعلق بأزمة "سد النهضة" مع إثيوبيا، قال السيسي إنه من المهم أن يتم تناول تلك المسألة في سياق علاقات طيبة وتعزيز الثقة بين مصر وأشقائها الأفارقة.
وأردف:" يجب أن يفهموا اننا لا نبحث عن مصالحنا فقط ونتناسى مصالحهم.. نحن نتفهم رغبة الإثيوبيين في تنمية بلادهم لكن أيضا لابد أن يتفهموا أن مصر ليس لديها رفاهية أن يقترب أحد من المياه".
ودعا إثيوبيا إلى الحرص على "حياة الشعب المصري"، وشدد على ضرورة وجود حل لهذه الأزمة.
وردا على سؤال بشأن قضية حلايب مع السودان، قال إنه "لا توجد مشكلة في حلايب... هي مصرية ولا مشكلة فيها .. لا توجد مشكلة طالما لم يفعل أحد مشكلة".
وتناول الحوار العلاقة مع ليبيا أيضا، وقال المرشح الرئاسي إن القاهرة حريصة على استقرار ليبيا.
وأكد على أن السودان وليبيا يمثلا عمقا استراتيجيا لمصر وأن الحوار والتواصل يشكلان أرضية للتفاهم والعمل الإيجابي، على حد تعبيره.