اعتبر عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر أنّ الاهمال المقصود أو غير المقصود بملف اللجوء السوري أدّى للتلاعب بالديموغرافيا اللبنانية وبإدخال البلد بعجز اقتصادي فضلا عن تفاقم ظاهرة البطالة.
واستهجن أبي نصر، في حديث إلى "النشرة"، تسليم البلد للاجئين السوريين لأسباب انسانية، متسائلا: "أيعقل أن يكون عدد الأجانب في بلد ما 40 أو 50% من عدد سكانه؟ أيعقل أن يقبل بلد في العالم بابقاء حدوده مشرعة لـ3 سنوات من دون أية ضوابط؟"
وقال أبي نصر: "اللاجئون السوريون فاقموا أزمة السير ومصاريف المياه والكهرباء، ولبنان لم يعد قادرا على استيعاب هذه الأعداد وبالتالي المطلوب توزيعهم على الدول العربية بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
ليس واجبنا تحمّل تبعات الحرب السورية
ورأى أبي نصر أن الدول العربية التي شاركت بتسعير الأزمة السورية يجب أن تتحمل مسؤولية أفعالها من خلال استضافة اللاجئين وتأمين احتياجاتهم، وقال: "نحن لم نكن سبب الحرب السورية وبالتالي ليس من واجبنا تحمل كل تبعاتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية على حد سواء".
وأعرب أبي نصر عن تخوفه من تكرار سيناريو اللجوء الفلسطيني مع اللاجئين السوريين، وقال: "عندما بدأ الفلسطينيون يتوافدون الى لبنان قيل وقتها أن وجودهم مؤقت، وللأسف هذا ما قد يحصل مع السوريين".
نرفض أن ننضمّ لأيّ معسكر بالمنطقة
وجدّد أبي نصر موقفه الشاجب من تصريح القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني الأعلى الفريق يحيى رحيم صفوي والذي اعتبر أن حدود بلاده تنتهي في جنوب لبنان.
واعتبر أن لبنان وطن منفتح على كل الدول لكنّه في الوقت عينه مستقل وبالتالي سياسته تنبع من مصالحه وقناعاته. وقال: "نحن نرفض ان ننضم الى أحد المعسكرات في المنطقة ومن هذا المنطلق نحن حياديون بالأزمة السورية ولسنا لا مع المعارضة ولا مع النظام وننتظر استتباب الأمور هناك".
وتابع: "نحن مع العرب حين تكون القضية كبرى، كما أننا متفقون معهم على أن اسرائيل دولة مُغتصبة ولكننا نرفض أن نكون طرفا يواجه طرفا آخر".
عسى أن تحصل معجزة...
وتطرق أبي نصر لملف رئاسة الجمهورية، فأعرب عن أسفه لعدم توافق المسيحيين والموارنة بوجه خاص على مرشح محدد للرئاسة. وقال: "أنا مرشحي العماد ميشال عون ولكننا في النهاية نأمل ان ننجح بالتوصل الى وفاق يجنبنا الفراغ".
وأشار أبي نصر الى ان "البطريركية المارونية بذلت جهدا كبيرا لحث الأقطاب المسيحيين على التوافق على مرشح واحد للرئاسة، وهي ستبقى تحاول، علما أننا مسيحيون ونؤمن بالمعجزات... فعسى أن تحصل معجزة بالملف الرئاسي".