أحداث خطيرة حصلت خلال الأسبوعين الماضيين في بعض الدول العربية والإسلامية وهي التالية:

 الأول في دولة إسلامية في أقصى آسيا وهي اندونيسيا حيث تم عقد مؤتمر لمجموعات متطرفة تم خلاله تبني الدعوة لإنشاء تحالف لقتل المسلمين الشيعة و"إعلان الجهاد ضد الشيعة".

والثاني في دولة إسلامية أخرى في آسيا وهي ماليزيا حيث تبنت الحكومة الماليزية قرارات تجرِّم المنتسبين للمذهب الشيعي الإمامي أو المذهب الجعفري، حيث يتم اعتقال هؤلاء وفصلهم من وظيفتهم.

والثالث إنشاء منظمة متطرفة باسم "أتباع الزرقاوي" في المملكة العربية السعودية تدعو لقتل المسلمين الشيعة في هذا البلد.

والرابع: قيام "بوكو حرام" في نيجريا بخطف 277 فتاة (وقد هرب لاحقاً 45 فتاة) فبقي في الأسر 223 فتاة وقد أعلن أمير الجماعة أبو بكر شيكو أنه سيقوم ببيع الفتيات في "سوق العبيد والنخاسة" بحكم إنهن أسيرات.

وفي مقابل هذه الأحداث صدرت بيانات من الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين (مقره الرئيسي في قطر) وفي الأزهر الشريف تندد بخطف الفتيات وتعتبر هذا العمل غير جائز، كما أصدر الاتحاد بياناً أدان فيه الدعوة للجهاد لقتل الشيعة.

وما بين ما يجري على أرض الواقع وبيانات الاستنكار والإدانة التي تصدر، لا تزال الأحداث تتوالى لتشويه صورة الإسلام وإثارة الفتنة المذهبية وتحويل اهتمام المسلمين إلى قضايا تسيء للإسلام، بدلاً من توحيد الجهود لمواجهة العدو الصهيوني ووقف الحروب والفتن والعمل لمعالجة مشاكل الفقر والجهل والتخلف.

ومع أهمية صدور بيانات الإدانة من  الأزهر الشريف والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في مواجهة هذه الأحداث والتطورات المؤلمة، فإن المطلوب أن يكون هناك حراك عملي وحقيقي من قبل كل الجهات المعنية للوقوف بوجه هذه المجموعات المتطرفة أو كل من يعمل لإثارة الفتنة والتطرف والإساءة للإسلام.

لقد أصبح مطلوباً وبأقصى سرعة ممكنة أن تتم الدعوة لعقد مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين يضم كل العلماء من كل الطوائف والمذاهب والدول وبعيداً عن الخلافات السياسية للوقوف بوجه هذه المجموعات المتطرفة، وتبني الدعوة للحوار ورفض الإساءة للإسلام، كما يجب رفع الصوت عالياً ضد هؤلاء المتطرفين، وبموازة ذلك يتم العمل لوقف الحروب والصراعات التي تحدث في أكثر من دولة عربية وإسلامية، وتشكيل لجان من العلماء والحكماء تتولى متابعة هذه الجهود.

وختاماً نقول الإدانات جيدة ومطلوبة، لكن الأهم تحويل المواقف إلى خطوات عملية لإنقاذ الإسلام من براثن التطرف والإرهاب.