لا زال الجدل قائماً حول زيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي المقدسة، وجدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التأكيد أن "زيارته إلى الأراضي المقدسة هي لاستقبال البابا فرنسيس الأول خلال زيارته أبرشيته المارونية، وستكون مناسبة لنزور أبرشيتنا".
وفي حديث إلى صحيفة "لوريان لوجور"، أسف الراعي "للجدل الدائر حول هذه الزيارة الرعوية"، قائلا: "نحن ندرك العداوة بين لبنان وإسرائيل، لكننا لن نذهب إلى الأراضي المقدسة من أجل السياسة".
وشدد الراعي على أن "البابا جاء ليذكرنا أن المسيحيين موجودون في الشرق منذ ألفي سنة"، قائلاً: "البابا لا يتحدث أبدا عن الأقليات، بل يطرح تجذّر المسيحيين في هذه المنطقة، ولهذه الغاية تأتي زيارته لحث المسيحيين على البقاء في بلادهم".
هذا وذكرت صحيفة "السفير" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان صارح البطريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأنه يفضل عدم ذهابه الى الأراضي المقدسة في وسط مناخ الإنقسام الوطني المحيط بها، إضافة إلى عدم نضوج الظروف الإقليمية ضمنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن سليمان مستعد لتأمين الغطاء السياسي مهما كان موقف البطريركية المارونية في اتجاه صرف النظر عن هذه الزيارة المثيرة للجدل طالما ان الكرسي الرسولي لا يطلب ولا يفرض أيّ توجه محدد في هذا الشأن ولأن القرار متروك للبطريرك الراعي شخصيّا.
في الوقت الذي أعلن المتحدث باسم الفاتيكان فدريكو لومباردي لوكالة "رويترز" ان البطريرك بشارة الراعي ليس جزءاً من الوفد الرسمي المرافق للبابا فرنسيس إلى الأراضي المقدسة، وهو ذاهب بمبادرة فردية منه.
أما وجهة النظر الفلسطينية حول زيارة الراعي، أكد أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات في حديث صحفي أنه "في الأساس كحركة ضد أي عملية تطبيع أو زيارات لفلسطين قبل أن يتم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، لكن "زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي تندرج في إطار زيارة الأماكن المقدسة برفقة البابا فرنسيس، وهو سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويعلن تضامنه مع فلسطين والقضية الفلسطينية، وليقول أن القدس عربية وركن من أركان الهوية العربية الاسلامية والمسيحية."
ورأى أبو العردات في هذه الزيارة دعم للشعب الفلسطيني، وبالتالي زيارة السجين لا تعني الإعتراف بالسجان أو الجلاد. وعن إمكانية زيارة وفد فلسطيني لبكركي، شدّد أبو العردات على أن "هذا الأمر سيتحدد في اجتماع قريب للقيادات الفلسطينية".