مروى علّيق

أثارت تصريحات يحيى رحيم صفوي, مستشار القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني الأعلى, "بتمدّد خط الدفاع الإيراني ليصبح في جنوب لبنان", قَلقاً وغضباً كبيراً على الساحة اللبنانية الشعبيّة والسياسيّة, على حد سواء.

واعتبر معظم اللبنانيين أن بتصريحات صفوي تعدٍّ واضحِ اللهجة على سيادة لبنان وحدوده, مطالبين حزب الله الحليف الإستراتيجي لطهران, بالردّ على هذه المواقف وخاصة أنّه لطالما ادعى أمينه العام حسن نصرالله بخطاباته وتصريحاته "التزامه بطريق المقاومة لتحرير ما تبقى من الأرض والدفاع عن سيادة لبنان" – آب 2013, ذكرى عدوان تموز2006.

ومن جهة أخرى, استنكرت أوساط تيار المستقبل بشدّة هذه التصريحات ووصفتها "بالفجّة لكّنها واقعية وتعبّر للأسف عن واقع ارتهان حزب الله لإيران وبأنّها لا ريب استفزاز مطلق وانتهاك سافر لسيادة الدولة وكرامة مواطنيها, حيث حذّر عضو كتلة المستقبل النائب محمد كبارة من ‘خطورة المشروع الفارسي على لبنان وليس على النظام اللبناني فقط بل على الوجود اللبناني برمته’.

وطالب الحكومة ‘باستدعاء السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي وإبلاغه رفض لبنان الكلي لتصريحات صفوي’، معتبراً ‘أن المطلوب من الحكومة أن ترسل مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية تعلن فيها رفض لبنان للإعلان الإيراني، وذلك أمر ضروري لحماية شرعية حدودنا الوطنية في الأمم المتحدة’، آملاً ‘أن تسارع الحكومة إلى معالجة هذا الخطر بما تقتضيه المصلحة الوطنية من جدية وأهمية وسرعة.

ويجدر الإشارة الى انها ليست المرّة الأولى التي يدلي صفوي بهكذا تصريحات, فقد أعلن في مناسبة تحرير خرمشهر عام 1982 ان "خط دفاع طهران الحدودي لم يعد في شلشمة (جنوب إيران) بل أصبح الآن في جنوب لبنان عند الحدود مع إسرائيل نظراً لكون عمقنا الإستراتيجي قد تمدّد الى شواطئ المتوسط تحديداً الى شمال اسرائيل".

والأهم من كلّ ذلك أن حزب الله بنفسه يُوقع قاعدته الشعبية بحيرة "الإنتماء", الإنتماء الى فكر المقاومة والدفاع عن الأرض الذي عمل على تكريسه في البيئة الشيعية كحصانةٍ له, أما الانتماء أو التبعية لإيران وتناسي هذا التعدّي على سيادة البلاد الواضح, فهي مجرّد محاولة يائسة لإخفاء جرائم النظام السوري وتضليل الرأي العام العالمي والعربي والإيراني.