في مداخلةٍ سياسية حول الاتفاقية التي تمت بين النظام والمعارضة السورية في حمص، عبر قناة "سكاي نيوز" كشف من خلالها رئيس تحرير موقع لبنان الجديد المحلل السياسي "علي سبيتي" بعض قوانين اللعبة العربية-الدولية التي أفضت إلى هذه الاتفاقية.
1-هل المعارضة السورية كانت محاصرة في حمص بطريقة لم يكن بإلإمكان لأي فصائل أخرى في المعارضة أن تقدم يد العون لهم هناك، وهل هذا يعني خروج نهائي لهم من تلك المنطقة ؟
أعتقد بأن ما حصل وما حدث من خلال التقرير التوصيفي لما جرى ويجري في حمص، يشكّل بشكل واضح عملية انتهاء لوضع مأزوم داخل مساحة مستعرة بين الجيش النظامي والجيش الحرّ، وبالتالي لا يمكن بقاء المعارضة على ما هي عليه خاصةً وأن الحصار قد حاصر هذه البنية الخاصة داخل حمص بطريقة لم يعد باستطاعة المعارضة استكمال وضعها القتالي هناك، فكان لا بدّ من التحوّل إلى تسوية تسهّل ممرّ آمن للمسلمين وتعيد حمص إلى كنف النظام، وكان هناك تفاصيل على هامش الصفقة التي حصلت يستفيد منها الكثيرون، المعارضةاستفادت منها كما النظام.
2-للمعارضة تكتيك استراتيجي للانسحاب دائماً لفترة معينة ثم تعود لنفس المناطق، فهل من الممكن أن تعود إلى حمص؟ وكذلك النظام هنا يناقض نفسه فهو يتعامل بطريقة أو بأخرى مع من يسميهم بالإرهابيين، ويحاول دائماً الاتفاق معهم وتأمين مخارج لهم .؟
لا شك بأن ما حصل هو ليس اتفاق بشكل نهائي، فهذا لا يعني نهاية الأزمة، بل هذا حل لمشكلة آنية وليس لمشكلة استراتيجية بمعنى أنه يمكن إعادة الوضع العسكري على ما كان عليه، في حمص وغير حمص، أي أن الموضوع العسكري والأمني مفتوح في سورية على كل الاحتمالات وكل التدابير التي تُتخذ هي تدابير آنية متصلة بالظروف.
3-هل يعني هذا بأنه بعد كل هذا التدمير وكل هذه الضحايا وكل ما حدث، ليس هناك من حل استراتيجي للأزمة ككل.؟
مما لا شك فيه أنه لا توجد حلول استراتيجية في سورية، والسوريون غير قادرون على حل مشاكلهم ولا يستطيعون إيقاف الحرب في سوريا لأن هناك دول لها مصالح في الأزمة السورية، فالحل ليس سورياً بل عربياً – دولياً. وبالتالي كل الترتيبات التي تحصل في سوريا هي ترتيبات مؤقتة ليس أكثر.
4-هل يمكن أن يتكرر السيناريو الذي حصل في حمص في كافة المناطق المشتعلة في سوريا.؟
مما لا شك فيه أن هناك قواعد للعبة في سوريا واللاعبون يتقنون فن الالتزام بقواعد اللعبة، والذي حصل في حمص هو جزء من اللعبة الموجودة في سوريا ونوع من التموضع الجديد الذي يفرض نفسه على المعارضة والنظام، وما حصل يؤكد على أنه لا يمكن أن نجد حلول نهائية في سوريا، بل هناك نوع من التسويات لكل رقعة مشتعلة. وهذا ما سنشهده في المستقبل القريب في أكثر مكمن مكان وأكثر من جهة. من هنا أقول عندما ننظر إلى الأزمة السورية نرى أن هناك نوع من الاتفاق المبرم وغير المبرم بين النظام والمعارضة، فهناك مناطق هادئة ومناطق مشتعلة ضمن التزامات متبادلة بين النظام والمعارضة، إذا هناك قواعد لعبة حسب مواقف عربية ودولية.