إنطلقت المصالحة الفلسطينية لترسم مسارا جديدا على الساحة الفلسطينية عموما وفيما يتصل بالمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية خصوصا وقد جاءت ردود الفعل الاسرائيلية والامريكية عن حالة من الإحباط جراء هذه المصالحة واعلنت الادارة الامريكية خوفها على مفاوضات السلام فيما أعربت بعض الصحف الاسرائيلية عن امتعاضها وأسفها بعد هذه المصالحة ونعت المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل .
وفي ردود الفعل ايضا كتب مارك هيلر من معهد الامن القومي للدراسات الاستراتيجية : من المستغرب قرار الحكومة الاسرائيلية تعليق المحادثات مع الفلسطينيين على رغم ان المصالحة بين فتح وحماس لن تكون لها انعكاسات مباشرة على عملية المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وبدل أن تتهم الحكومة الاسرائيلية بأنها استغلت الفرصة الاولى للتخلي عن المفاوضات من أجل رأب الصدع داخل الائتلاف، كان في إمكانها العمل على تحميل الطرف الآخر المسؤولية، بحيث تضطر "حماس" الى إعادة تحديد موقفها من إسرائيل، وايضاح نظرتها الى المفاوضات... وفي الوضع الحالي، ما يبدو أكثر إلحاحاً هو النجاح في إدارة النزاع وليس حله، في مقابل تحصين مكانة إسرائيل الدولية سياسياً. ومما لا شك فيه أن وضع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية مع حماس التي ستنضم اليها بعد الاصلاح، أمام تحدي قبول الشرعية الدولية التي تضمنتها مبادئ اللجنة الرباعية أي الاعتراف بإسرائيل، ووقف العنف، والموافقة على الاتفاقات القائمة بين إسرائيل والفلسطينيين، من شأنه أن يخدم أهداف إسرائيل الثانوية والأساسية أيضا
ورغم الاجواء السلبية التي طبعت المواقف الامريكية والاسرائيلية من المصالحة يعمل كل من حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية على ترسيخ أجواء التفاهم بينهما واستكمال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتشهد عملية تطبيق الاتفاق مؤشرات إيجابية يحاول الطرفان تسجيلها لإنجاح هذا الاتفاق .
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المكتب السياسي لحركة خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة تطبيق الاتفاق بين حماس والسلطة .
وقال مسؤول فلسطيني الاثنين، إن الرئيس محمود عباس، سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في العاصمة القطرية الدوحة، في أول لقاء بين الرجلين منذ أشهر، خصوصا بعد توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس قبل أسبوعين
وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس" إن "عباس سيلتقي مشعل اليوم (الاثنين)، لكن موعد اللقاء لم يحدد بعد". وكان آخر لقاء قد جمع عباس ومشعل في القاهرة في يناير 2013.
من جهته قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، الأربعاء الماضي، إنه لا يستبعد أن يلتقي عباس ومشعل لدعم اتفاق المصالحة بين حركتيهما.
وتوقع المتحدث باسم حركة حماس في غزة، سامي أبو زهري، أن يكون لقاء مشعل وعباس الاثنين، قائلا: "الرئيس أبو مازن قد يجتمع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الاثنين لمناقشة اتفاق المصالحة وكيفية تنفيذها".
وفي هذا السياق أعلن أمين عام مجلس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، عبد السلام صيام، أن ترتيبات إدارية تجري لعودة 3 آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله للعمل بأجهزة الأمن في غزة، مع بقاء الوضع الأمني في قطاع غزة على ما هو عليه في الفترة الانتقالية
وأوضح صيام في تصريح صحفي نشره الموقع الإلكتروني لرئاسة الحكومة المقالة، أن اللقاءات المرتقبة بين حركتي فتح وحماس، التي ستبدأ مع وصول مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد إلى غزة، ستبحث تشكيل حكومة الوفاق الوطني، حيث سيبحث الطرفان أسماء الوزراء ومحددات عمل الحكومة.
وقال صيام إن "الحكومة والحركة (حماس) في غزة لديهما قرار استراتيجي بالمضي قدما في المصالحة وتسهيل ما يلزم لإتمامها"، مؤكداً أن اتفاق المصالحة لا يفتح اتفاقات جديدة، وإنما ينفذ اتفاقات سابقة وأضاف أن من ضمن هذه الاتفاقات "بندا يتعلق بالوضع الأمني، وفيه تفاصيل كثيرة، بعضها يتحدث عن العقيدة الأمنية، وتجريم التنسيق الأمني، وترتيبات إدارية لعودة 3 آلاف من العاملين في الأجهزة الأمنية التابعين لرام الله، مع بقاء الوضع الأمني في قطاع غزة على ما هو عليه في الفترة الانتقالية".
ومن المتوقع أن يصل الأحمد إلى غزة، الاثنين، للتشاور مع قادة حماس بشأن تشكيل حكومة كفاءات وطنية يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق ما نص عليه اتفاق المصالحة بين الحركتين.
ويعد الملف الأمني من أهم العقبات التي تواجه تنفيذ اتفاق المصالحة بين حركتي فتح و حماس، بحسب ما أعلنته مراراً جهات مطلعة على سير المباحثات بين الطرفين.
تقرير كاظم عكر