برغم الاهتزاز الذي أصاب ويصيب مسيرة حركة «الأخوان المسلمين» في العالم العربي، تقول مصادر قيادية «اخوانية» إن لقاءات دورية تعقدها قيادات «الاخوان المسلمين» في العالم العربي في اكثر من عاصمة عربية وإسلامية لتقييم التطورات لا سيما في الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية، وتشير الى أنه برغم الحملات التي يتعرض لها التنظيم «ثمة ارتياح لنتائج هذه الثورات ونحن على قناعة بأن ما نتعرض له من ظلم واضطهاد سينطوي يوماً لمصلحة انتصار المشروع الاسلامي الحركي»، وترفض ما يردده البعض من أحكام عن فشل هذا المشروع وتقول «آخر النجاحات الحية هي نتائج الانتخابات البلدية في تركيا وما حققه حزب العدالة والتنمية من فوز برغم كل الضغوط والحملات الإعلامية والسياسية والشعبية وأحياناً بتدخل من دول أجنبية وقوى محلية (تركية) مرتبطة بها».
من الواضح أن قرار السعودية بحظر «الأخوان» شكل صدمة للتنظيم الذي لطالما كانت قياداته، وخصوصاً المصرية، قد لجأت الى «المملكة» في أعقاب الحملة التي تعرضوا لها بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، واللافت للانتباه أن بعض الدول الاوروبية تسير في الاتجاه نفسه، وهو الأمر الذي يدفع القيادي «الأخواني» للقول إن هذه القرارات لن تؤدي الى أية نتيجة عملية بل ستنعكس سلباً على الدول التي تسير في هذا الاتجاه لأن حركة الاخوان المسلمين حركة شعبية وممتدة في العالمين العربي والاسلامي، ولا يخفى على أحد وجود عشرات الملايين المنتمين ما يعني أن لا إمكانية لمحاصرة الحركة أو التضييق عليها وبالتالي «على هذه الدول أن تراجع حساباتها ولا تستمر بهذه الحملة الظالمة».
تقارب «الأخوان» علاقتها بـ«حزب الله» بطريقة استثنائية، وبرغم موقفها الحاد من تدخل الحزب في الأحداث السورية، ثمة حرص على أن تبقى العلاقة مستمرة علماً أنها لم تنقطع كلياً في يوم من الأيام بل أصابتها برودة، ولكنها لم تنقطع كلية أما عودتها الى طبيعتها، فمرتبطة بالملف السوري وبتوقف تدخل الحزب في الأزمة السورية وكذلك مساهمته وإيران بالوصول الى حل سياسي يحقق رغبات الشعب السوري».
وعن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الى طهران لترتيب العلاقة بين الحركة وإيران، توضح المصادر أن لا موعد محدداً حتى الآن للزيارة في الأفق القريب وإن كانت العلاقة بين الحركة وايران وحزب الله جيدة ومستمرة، لأنها خاضعة لحسابات استراتيجية ودور المقاومة والدفاع عن القضية الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، علمت «السفير» أن قيادة «حماس» حاولت وضع شروط للزيارة، وخاصة لجهة التحكم مسبقاً ببرنامج اللقاءات في طهران والنتائج التي ستسفر عنها، غير أن الايرانيين رفضوا رفضاً قاطعاً وضع أية شروط مسبقة عليهم، مؤكدين في الوقت نفسه أن الأبواب مفتوحة أمام مشعل ساعة يشاء.
وترفض قيادة «الأخوان» التسليم بمقولة فشلها في تجربة الحكم (إقرار بتعثر ما في إدارة المرحلة الانتقالية في بعض الدول)، وتقول مصادرها إن المشروع الإسلامي لم يفشل بل حقق إنجازات مهمة، خصوصاً في مصر وتونس وليبيا والمغرب وسوريا واليمن، لأن ما جرى في هذه الدول من أحداث وتطورات كشف قوة التيار الإسلامي وقدرته على الفوز في الانتخابات وانه قادر على قيادة الجماهير وانه برغم صرف مليارات الدولارات لإسقاطه، ما تزال جماهير الاخوان المسلمين والقوى المتحالفة، موجودة في الشارع وتشارك في التحركات الشعبية، كما ان الحركة الاسلامية في تونس نجحت في اقامة نظام ديموقراطي ودولة مدنية بالتعاون مع بقية القوى السياسية. وها هو المشروع الاسلامي في مصر ما زال صامداً ويحقق أرقى إنجاز وهو الدفاع عن الحرية والديموقراطية في حين ان الآخرين تخلوا عن مبادئهم وانطلقوا وراء حكم العسكر ونحن ندعوهم لإعادة النظر في كل ما سبق أن أعلنوه من شعارات ومبادئ».