لم تكد شاشة المنار تنزع عن زاويتها شارة الحداد على شهدائها وهي تنقل لنا زيارة بشار الأسد الى معلولا، المدينة المسيحية التاريخية،
ومن بديهيات القول ان المراد من هذه الزيارة ليس اكثر من رسالة يبعثها هذا النظام الى الغرب " المسيحي " كمحاولة يائسة منه لاستعطاف مشاعره عبر محاولاته المستمرة في تقديم نفسه على انه هو حامي حمى الأقليات المسيحية في هذا الشرق، وبشار هذا كغيره من حكام هذا العالم العربي يعي جيدا ان السعي الدؤوب لرضى الغرب عنه هو المظلة الحقيقية التي من خلالها يستمدون بقاء ظلال عروشهم، الا ان حماقة هؤلاء الحكام بانهم لم يعرفوا الى الساعة او قل يتجاهلون بان آخر ما يفكر فيه الغرب واخر ما يعنيه هو الهوية الدينية والمذهبية لهذه المدينة او تلك ، لذا فاننا لم نلاحظ لهم أي حراك عندما كانت براميل بشار تتساقط على كنائس واديرة معلولا نفسها عندما كانت في قبضة المعارضة، وهو ( الغرب ) حتما لن تعنيه صور بشار داخل الكنيسة يلملم عن ارضها بقايا ما قد حطمته براميله،
الا انه كان من الملفت بهذه الزيارة التي جاءت بعد أيام قليلة على سقوط ثلاثة من الطاقم الإعلامي لتلفزيون المنار وجرح اخرين وما قد رافق هذا الحادث من شبهات وتساؤلات وصلت حد التشكيك بالقتلة وما تناقلته المواقع الالكترونية عن مسؤولية مباشرة للجيش النظامي ووقوفه خلف تصفية الشهداء تنفيذا لقرار وزير الاعلام السوري بمنع تلفزيوني المنار والميادين من البث المباشر لمجريات الاحداث في ساحات المعارك، وما سببته هذه التسريبات القادمة من ارض المعركة ولا تزال تتناولها الدوائر الضيقة داخل مقاتلي الحزب ووصولها حتى الى اسماع أهالي الشهداء واقربائهم والتي لم تستطع محاولات المنار التبريرية المباشرة وغير المباشرة عبر استصراح بثينة شعبان مرة او بث تعازي الوزير السوري مرة أخرى من إخفاء علامات الاستفهام التي ارتسمت ولا تزال حول مقتل طاقم المنار،
وقد زاد من حجم هذا التساؤل هو الغياب المتعمد لاي ذكر او إشارة لشهداء المنار في برنامج الزيارة ، فلا اكليل زهر ، ولا وردة ، ولا حتى مجرد تحية لارواحهم ,, خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان بشار الأسد كان يقف تماما في موقع الحادثة ، ولا ادري ان كان لا يزال شيء من دمائهم الطاهرة لا تزال على الأرض،
وهذا انما يدل على الذهنية الجبروتية التي تتحكم بعقلية الطواغيت والتي تعتبر ان القيمة الحقيقية لدماء الناس هي بانها يجب ان تسيل كي يقفون عليها لاخذ الصور فقط ، فهل تكون هذه الزيارة هي أيضا رسالة الى شبابنا للكف عن بذل دمائهم في خدمة نظام لا يحترم دماء شعبه ، ومن الأولى ان لا يحترم دماءهم ؟