تواجه قوى 14 اذار اليوم تحديات جديدة في ظل الخلافات حول الموقف من الانتخابات الرئاسية وتعدد المرشحين من هذه القوى وبعد الخلافات التي برزت بعد تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام وعدم توحد الموقف من المشاركة فيها وبقاء القوات اللبنانية خارج الحكومة الحالية ومن ثم ترشح رئيس القوات الدكتور سمير جعجع للرئاسة الاولى دون التنسيق المسبق مع بقية الحلفاء.
ومن المعروف ان هناك عدة شخصيات من قوى 14 اذار مرشحة للرئاسة الاولى ومنهم الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم، كما ان لدى بعض هذه القوى مرشحون اخرون غير معلنين ويتم العمل للترويج لهم كمرشحين توافقيين في حال عدم القدرة على ايصال مرشح اساسي من قوى 14 اذار.
وقد عمدت قيادات قوى 14 اذار وتيار المستقبل في الايام الماضية لاجراء مشاورات مكثفة للتوافق على موقف موحد من الانتخابات الرئاسية والاتفاق على مرشح موحد يكون قادرا على الوصول الى موقع الرئاسة الاولى، وبموازة ذلك تتكثف الاتصالات بين تيار المستقبل والعماد ميشال عون وقوى 8 اذار على امل الاتفاق على مرشح توافقي ويأمل العماد عون ان يحصل على دعم من تيار المستقبل مما يؤهله للوصول الى موقع الرئاسة الاولى.
واما على الصعيد التنظيمي فقد عمد بعض الناشطين في قوى 14 اذار للتحضير لتشكيل مجلس وطني لهذه القوى يضم ابرز الشخصيات الناشطة في هذه القوى ومن اجل تفعيل دورها بموازة دور الاحزاب الاساسية في هذه القوى.
فما هي طبيعة الخلافات والتحديات التي تواجه قوى 14 اذار اليوم؟ وهل ستنجح هذه القوى في الاتفاق على مرشح موحد للرئاسة الاولى وتحافظ على تماسكها ووحدتها؟
خلافات قوى 14 اذار
بداية ماهي ابرز الخلافات والتحديات التي تواجهها قوى 14 اذار اليوم؟
المطلّع على الاجواء الداخلية لقوى 14 اذار يدرك ان هذه القوى تواجه اليوم تحديات وخلافات كبيرة سياسية وتنظيمية مما انعكس سلبا على ادائها ودورها في هذه المرحلة رغم حرص قيادات هذه القوى على الحفاظ على وحدتها الظاهرية.
ولقد برز الخلاف بوضوح داخل قوى 14 اذار من خلال الموقف من تشكيل الحكومة الحالية حيث رفضت القوات اللبنانية وبعض الشخصيات المستقلة داخل هذه القوى المشاركة في الحكومة والجلوس على طاولة واحدة مع حزب الله ، وشن بعض مناصري هذه القوى حملة قاسية على تيار المستقبل والقيادات التي شاركت في الحكومة.
وبرز اليوم الخلاف حول الانتخابات الرئاسية والترشح للرئاسة الاولى بعد اعلان الدكتور سمير جعجع ترشحه دون التنسيق مع بقية قيادات هذه القوى رغم حرص الجميع على الترحيب بالترشيح،ومن الواضح ان هناك خلافات داخل هذه القوى حول المرشح الذي يجب تبنيه بشكل مرشح موحد.
ويضاف للخلاف حول الحكومة والانتخابات الرئاسية وجود خلافات داخلية على الصعيد التنظيمي ودور الامانة العامة لهذه القوى وكيفية اتخاذ القرارات وسيطرة الاحزاب الاساسية على دور قوى 14 اذار ولم تنجح هذه القوى في الاتفاق على رؤية موحدة ومشتركة بشأن تفعيل دورها واستعادة قوتها الشعبية والسياسية.
الانتخابات الرئاسية وانعكاساتها
لكن ماهو تأثير الانتخابات الرئاسية على مستقبل ودور قوى 14 اذار في المرحلة المقبلة؟
من الواضح ان الموقف من الانتخابات الرئاسية سيكون له دور اساسي في تحديد مستقبل قوى 14 اذار والحفاظ على وحدتها وتماسكها الداخلي.
ويسعى تيار المستقبل حاليا لتوحيد الموقف من الانتخابات الرئاسية والاتفاق على موقف موحد ومرشح رئاسي واحد،رغم الصعوبات الكبيرة في هذا المجال.
ومن المعروف ان هناك 4 مرشحين معلنين من قوى 14 اذار وهم : الدكتور سمير جعجع والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم والرئيس امين الجميل، كما ان هناك اتصالات ولقاءات بين تيار المستقبل والعماد ميشال عون للبحث في امكانية التعاون في الانتخابات الرئاسية، ويوجد ايضا مرشحون اخرون قد يحظون بدعم بعض قوى 14 اذار وخصوصا تيار المستقبل ومنهم النائب والوزير السابق جان عبيد او حاكم مصرف لبنان رياض سلامة او قائد الجيش العماد جان قهوجي او الوزيران السابقان دميانوس قطار وزياد بارود.
ويسعى الدكتور سمير جعجع لان يكون المرشح القوي لقوى 14 اذار لكنه يواجه رفضا قويا من العديد من القوى والشخصيات الاساسية في هذه القوى وتيار المستقبل لا يستطيع تبني ترشيحه لكي لا يؤدي ذلك الى مشاكل مع بقية المرشحين مما سينعكس سلبا على وحدة وتماسك هذه القوى ولذلك يسعى تيار المستقبل للاتفاق على مرشح موحد يمكن خوض الانتخابات الرئاسية به ويحظى بدعم قوى اخرى من 8 اذار او خارجها.
وبانتظار تبلور الصورة وتحديد موقف موحد من قوى 14 اذار من الانتخابات الرئاسية فان بعض المراقبين والمحللين السياسيين يتخوفون ان تؤدي الانتخابات الرئاسية والموقف منها الى زيادة الإنقسام والشرخ داخل هذه القوى مما يؤثر سلبا على دوها المستقبلي.
فهل ستتفق قوى 14 اذار على مرشح موحد للرئاسة الاولى ام ستواجه المزيد من الخلافات والتحديات التنظيمية والشعبية والسياسية؟
مجلة الامان- 18-4-2014-قاسم قصير