أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بأن ليس هناك من دولة في العالم ترضى أن يقاسمها حزب أو تيار السلطة، ولذلك لا تهاون ولا تساهل في مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة وتحت إمرتها.
وأكد جعجع، وذلك خلال إعلان برنامجه الرئاسي من معراب، على أن شعار الوسطية تحوّل إلى رمادية مميتة نتجت عنها سياسة عدم الوضوح واللاقرار واللاموقف، لافتاً إلى أن الواقعية السياسية التي يتغنّى بها البعض تحوّلت إلى خضوع واستسلام وتعايش مرير مع الأمر الواقع. مشيراً إلى أن حل أي من المشكلات التي تعانيها الدولة تقوم على اتخاذ القرار وتنفيذه، وإن الدولة هيبة وهيبة الدولة من هيبة الرئاسة، وموقع رئاسة الجمهورية هو نقطة الانطلاق في دينامية استعادة الدولة من قمة الهرم إلى رأسها.
ولفت إلى أن السجون في لبنان تحولّت الى مرتعٍ للإجرام والشذوذ والإرهاب وتجارة المخدرات، مشدداً على ضرورة أن يلتزم لبنان التزاماً تاماً بإلغاء عقوبة الإعدام عملاً بمواثيق الأمم المتحدة والإعلانات العالمية لحقوق الانسان.مشيراً إلى أنه لن يتساهل في مواجهة فساد بعض القضاة، وسيعمل على كشفهم وتحويلهم إلى التفتيش المختص والقضاء المعني.
متسائلاً كيف أنه يتم الكشف عن ملابسات كل العمليات التي استهدفت فريقاً معيناً بينما الاستهدافات التي طالت الفريق الآخر يتم تجاهلها؟.
ورأى جعجع بأن الكلام عن الشراكة يفرض النظر في ضرورة تطوير الأسواق المالية، لافتاً إلى ضرورة الإسراع في تحديث قانون التجارة والقوانين ذات العلاقة بإنشاء الشركات وتشغيلها وتعاطيها مع القطاع العام وتصفيتها.
وأشار إلى أن الخطوة الأولى هي في أي إصلاح إقتصادي تتمثل بإعادة الأمن والإستقرار وإنتظام عمل المؤسسات الدستورية، معتبراً أن النمو هو الطريق الأسلم إلى تمويل الخدمات الإجتماعية الضرورية للحياة الكريمة والسبيل الوحيد للسيطرة على مشكلة الدين العام.وشدد على ضرورة تطوير المرافئ اللبنانية وإعادة تشغيلها مثل مرفأي جونيه وصور السياحيين وفق آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
أما فيما يخص الملف الصحي، اعتبر جعجع أنه آن الأوان لثورة صحية فعلية من خلال تطبيق نظام تأمين صحي إلزامي يشمل جميع المواطنين اللبنانيين عبر تعميم البطاقة الصحية على الجميع.
ورأى في قطاع السياحة أن فوق أرض لبنان ثروة لا تقل عن النفط أهمية وتتمثل بالسياحة، فقطاع السياحة ورغم القيود يسهم بنسبة 18 بالمئة من دخلنا.
هذا وأكد العمل على استيفاء الرسوم من الجمارك من دون استثناءات لا مدنية، ولا عسكرية، ولا دينية، ولو اقتضى الأمر إلغاء مراسيم وسنّ أخرى، مضيفاً: "لن أبقي على رزق سائب في الجمهورية والذين تعلّموا الحرام إمّا يتعلّمون الحلال من جديد وإمّا يرحلون".
وأعلن جعجع تمسكه بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان ولا سيما القرارات 1559 و1680 و1701، وحرصه على تأييد الربيع العربي كحركة تحرر عابرة للحدود من جور الأنظمة الديكتاتورية والإلغائية على الرغم من الكبوات والعثرات الكثيرة، ورأى في حالة الاستنزاف المؤلم التي تعانيها سوريا وشعبها ما يؤكد أن الأوضاع لن تستقيم فيها إلا بإرساء نظام جديد يرتكز إلى القواعد الديموقراطية، معلناً أنه سيطلب من الحكومة السورية الشرعية متى وُجدت التوقيع على محضر مشترك تعترف فيه بلبنانية مزارع شبعا لإرساله إلى الأمم المتحدة.
جميلٌ هو وحكيم برنامج الحكيم الرئاسي، ولكن هل من إمكانية لتطبيق كل هذه الإصلاحات اللاواقعية في دولة الواقع المرّ والفساد الأمرّ المستثري في جسد الدولة اللبنانية من عشرات السنين..؟؟!! وهل من سبيل ليترجم كل رئيس أقواله إلى أفعال..؟؟!!