وفرّ تيّار المستقبل معارضة شديدة للرئيس ميقاتي واستطاع محاصرته سُنيّاً وخاصة في منطقته طرابلس ودفعه في اللحظة المناسبة الى الاقالة من باب الاستقالة من الحكومة التي توازن فيها مع رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط لارساء سياسة نائية بالنفس عما يجري قس سورية وفي العناوين والمواضيع الخلافية بين فريقيّ 8و14آذار .
فاز تيّار المستقبل في حشد الطائفة السُنية بنسبة عالية خلف أحقيته في رئاسة الحكومة باعتباره الممثل الشرعي والوحيد لها , ودفع الطائفة الى الشعور بالغبن الذي أحاط بها جرّاء الانقلاب على سعد الحريري وتكليف ميقاتي بتأييد سوري وموافقة 8آذار , وحرّك المستقبل آلته الاعلامية والمالية لتحفيز النّاس وتشجيعهم على الاعتراض ضدّ مواقف ميقاتي حتى تمويله للمحكمة الدولية والذي كان محل شكّ متاخم لليقين بالنسبة للمستقبل لقيّ هو الآخر اعتراضاً على نيّة الحكومة الميقاتية . بعد التفاؤل في التقارب بين حزب الله والمستقبل على قاعدة الرغبة المشتركة بيتهما لتصحيح خلال العلاقة القائمة على الشروط التي تعطي المستقبل نصف الحصّة في الحكومة على أن ينسى شعارات ثورة الأرز داخل الحكومة ويتناسها في الخارج أيضاً ويترك لحزب الله تقديراته الخاصة في الحسابات التي تتجاوز حدود اللعبة الداخلية .
جاءت الخطّة الأمنية وفي طرابلس تحديداً لتكشف عن أزمة المستقبل في طرابلس من خلال صعود نجم التيّارات الاسلامية وأنكفاء المستقبل عن أهم منطقة ديمغرافية تعتمل في داخلها حسابات الطائفة لأنها قوّة الفعل الوحيدة لها باعتبار أن المناطق الأخرى مخطوفة أمنيّاً ولا امكانيّة فيها للتحرّر من قبضة قوى8آذار . عجّل المستقبل من التخلص من جماعات اللحى الذين أثبتوا قدرتهم على أحداث فعل ضخ في شرايين الطائفة اليابسة مصلاً معنوياً نشّط من كسلها السياسي وتراخيها الأمني وجعلها جاهزة لمعادلة الطائفة القوية ومنازلتها من موقع الندّ القادر على الايذاء بعد أن ولّت الطائفة هاربة وخائفة عندما لم يتمكن تيّار المستقبل من حماية نفسه من قوى تملك قوّة لا طائلة للمستقبل على تحمل كلفة خصومتها . لقد فرّ أهل المحاور والثغور في طرابلس نتيجة للخطّة الأمنية التي حضّر لها المستقبل ونشأت بعيد الخطّة ومع الحكومة السلامية أسئلة سُنية تطال المستقبل وتصفه بالتاجر الشاطر على حساب الطائفة التي أكلها واستهلكها في السلم وفي الحرب وتبيّن بعد ذلك أن رأسماله الفعلي والحقيقي كرسي الحكومة لا الشعارات المتعلقة بالطائفة وبثورة الأرز . بالتاكيد ثمّة اعتراض سُنيّ يحاكي المستقبل من موقع خلافي سيكون له الأثر البالغ والعميق على جدلية العلاقة الهشّة ما بين تيّار المستقبل والطائفة السُنيّة .