كان الإعلام ولا زال قلماً يرشح دماً في زمن كمّ الأفواه والديكتاتوريات والتعصّب.. فأحصت منظمة "مراسلون بلا حدود" مقتل 28 صحافياً عربياً وأجنبياً، وأكثر من مئة صحافي سوري في سوريا منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذارال 2011.
وأمس أعلنت قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني بأن مراسلاً لها ومصوراً وتقنياً من فريقها قضوا الإثنين في معلولا التي استعادت القوات السورية النظامية السيطرة عليها في شمال دمشق.
ونعت المنار الشهداء الزملاء المراسل حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه والمصور محمد منتش بعد تعرضهم لكمين مسلّح بعد ظهر الاثنين في معلولا السورية.
وأفاد صحافيون بأن زملاءهم توجهوا لهذه المدينة السورية بعد أن استعادت القوات النظامية السيطرة الكاملة عليها.
وأوردت قناة المنار أنه "وبعد استعادة السيطرة صباحاً على هذه المدينة تمكن صحافيون من التوجه إليها. لكن مقاتلي المعارضة كانوا لا يزالون يسيطرون على جيوب في منطقتها السفلى، حيث تعرض فريق "المنار" لإطلاق النار."
بينما أكد عامر القلموني، الناطق باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" بأن قوات النظام هي من قام بقتل طاقم القناة التابعة لحزب الله على خلفية نسبِها انتصارات المعارك الأخيرة التي خاضها الطرفان ضدّ قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون لحزب الله."
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، برهن القلموني اتهامه بقوله إنّ النظام السوري كان قد أعلن استعادة قواته السيطرة على بلدة معلولا بعد أن طردت مقاتلي المعارضة منها، إلا أنّه أعلن بعدها مقتل وجرح طاقم "المنار" في البلدة نفسها.
وأشارت الوكالة إلى أنّ هذا الإتهام يأتي بعد حديث وسائل إعلام لبنانية وسورية معارضة عن خلاف نشب مؤخراً بين وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري وقناتي "المنار" و"الميادين" اللبنانيتين، بسبب إقدامهما على البثّ المباشر من مناطق عدّة في القلمون كان الجيش السوري قد دخل إليها بمساندة عناصر "حزب الله" وذلك "دون تصريح"، بالإضافة إلى نسب فضل الانتصارات فيها لمقاتلي الحزب. وأضافت الوكالة أنّه وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإنّ هذا الخلاف أدّى الى سحب القناتين بعض طواقمهما العاملة في سوريا.
إذاً هناك نظريتان أدّت إلى استشهاد الزملاء الثلاثة، إما أن المسلحين كانوا لم يزالوا في معلولا بعد أن استعادت القوات السورية النظامية السيطرة الكاملة عليها، وهذا الأمر مُستبعد، فلن يسبق لنا أن سمعنا بهكذا حادثة من قبل. وإما أن الجيش النظامي هو من قام بالإنتقام من فريق المنار، وهو نفسه من قام بقصف شباب حزب الله بالطيران الحربي في 21 أيار الماضي في القصير، وغيرها الكثير من الحركات الإنقلابية التي كان يقوم بها الجيش النظامي على حليفه حزب الله وهذا أمرٌ ليس بغريب عن جيش الأسد الذي يبيع أمّه "بعلكة".
وأخيراً لا يمكننا إلأ أن نوجه أحرّ التعازي بشهداء الإعلام الثلاثة، بغض النظر عن الدوافع السياسية فهم كانوا هناك للقيام بواجبهم المهني، وأتوجه باسمي واسم موقع لبنان الجديد بالتعزية لقناة المنار ولأهالي حمزة الحاج حسن وحليم علوه ومحمد منتش ونسأل الله أن يسكنهم فسيح جناته ويبعث الصبر في قلوب ذويّهم ومحبيهم.