أكّد عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار "المردة" شادي سعد أن من يسعى لأن يفرض على المسيحيين اليوم معادلة "اما رئيس ضعيف لا يمثل طائفته أو الفراغ"، لن ينجح، مشددا على انّهم لن يقبلوا بعد اليوم بمثل هذه الشروط وسوف يقاتلون لايصال رئيس قوي.
وقال سعد في حديث إلى "النشرة": "أهلاً وسهلاً بألف فراغ على أن يفرض علينا رئيس لا يمثل أية حيثية في الشارع المسيحي، فمن هو حريص على جعل هذه المناصب الأساسية توافقية، فليبدأ بطائفته".
وتساءل: "هل يسمحون للمسيحي أن يفرض عليهم رئيس حكومة لا يمثل أحداً أو رئيس مجلس نواب لا يتوافق عليه حزب الله وحركة أمل أو حتى مدير عام أو موظف؟ لماذا إذا يرغب البعض بتطبيق هذه القاعدة الشاذة علينا؟" واعتبر أن الأحزاب المسيحية اليوم أمام امتحان جدي وحاسم، فإما أن تلتزم بما تم الإتفاق عليه في بكركي سواء بين الأقطاب أو في اللجنة لجهة أن لا يقبل أحد برئيس يفرض على المسيحيين فرضا، اما على المسيحيين السلام.
عهد سليمان كان عهد الفراغ بامتياز
ولفت سعد الى أننا في بلد طائفي اتفق فيه أبناؤه على صيغة توافقية للحكم، "فمن غير المنطقي أن يقرر السنة من يمثلهم ويقرر الشيعة من يمثلهم ويقرر الدروز من يمثلهم وحين يصل الأمر الى المسيحيين، نسمع شعارات حق يراد منها باطل تتمحور حول ضرورة أن يكون الرئيس المسيحي توافقياً ووسطياً ومن خارج الزعامات الممثلة للشارع المسيحي"، وشدد على ان هذه النغمة يجب أن تنتهي، فتجربة الرئيس الذي لا يمثل سقطت وعهد الرئيس ميشال سليمان كان عهد الفراغ بامتياز، خاصة وأن الفترة التي استغرقها 4 رؤساء حكومة لتشكيل حكوماتهم في عهد سليمان تساوي 3 سنوات تقريباً.
وقال: "الحقيقة أن من يطالبون بهكذا رئيس هم نفسهم من شمتوا به وعيروه أنه في بلدته لم يستطع أن يفرض مجلساً بلدياً موالياً له. فالرئيس القوي يستطيع أن يكون حكماً يفرض إحترامه على الجميع حين يتطلب الأمر أن يكون حكماً، ويستطيع أن يكون حارساً ومؤتمناً ومدافعاً عن جميع اللبنانيين بمن فيهم أبناء الطائفة التي خرج منها حين يتطلب الأمر أن يكون حاملاً للأمانة".
فرنجية والمناورة نقيضان
واعتبر سعد أن الاستحقاق الرئاسي هذا العام مختلف الى حدّ بعيد عما كان يجري في السابق، "فلأول مرة منذ فترة يشعر اللبنانييون أن القرار اللبناني الداخلي له حصة ولو غير مرجحة في المعركة، كما ليس هناك من تعليب أو فرض أو تعليمة تحمل شخصًا لا يمثل بأقل كلفة الى قصر بعبدا"، لافتا الى ان تيار المرده يعتبر هذه المعركة الرئاسية مفصلية على كل الأصعدة، فالرئيس القوي في بيئته المسيحية مطلوب اليوم، "ولن نتراجع عن هذا المطلب الذي هو حق وليس منة من أحد".
وعمّا يُحكى عن أن دعم النائب سليمان فرنجيه لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بالاستحقاق الرئاسي مناورة، قال سعد: "من يعرف رئيس تيار المردة جيداً يدرك أن فرنجيه والمناورة نقيضان"، وأوضح أنّ "سليمان فرنجيه هو ركن أساسي من توجه سياسي يقوم على مبادئ واضحة وثابتة هي عروبة لبنان ووحدته وقوته والحفاظ على البعد المشرقي للمسيحيين اللبنانيين". وأضاف: "نحن دفعنا دمًا في هذا الخط السياسي ولم تكن يوماً الشخصانية هي هدفنا. فكل من يلتزم بهذه المبادئ هو حليف ثابت لنا. فكم مرة تنازل سليمان فرنجيه لمصلحة فريقه السياسي ولبنان؟"
نحن مع الجنرال إذا ترشح وسندعمه بقوة
وشدّد على ان العماد عون "خير من يمثل هذه القناعات وقد أثبت ذلك بالفعل وليس بالقول فقط"، وقال: "أعتقد أن الزعيمين كانا واضحين الى أقصى الحدود في مقاربتهما للإستحقاق الرئاسي. نحن مع الجنرال اذا ترشح وسندعمه بقوة، وفي حال كان الظرف هو ظرف الوزير فرنجيه فالجنرال أعلن بوضوح أنه سيكون داعماً بشكل علني".
وتوجه سعد الى "كل من يحاول أن يلعب على خط الخلاف مع عون قائلا: "لا تتعذب".
وأضاف: "هنا نستذكر معركة الرئاسة التي جرت عام 1970 حين أدرك الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والرئيس صائب سلام والعميد إده وجميع زعماء المعارضة وتكتل الوسط وكل من كان ضد النهج الشهابي أن الوحيد الذي يمكن أن يكسب الرهان هو الرئيس فرنجيه، تجمعوا وخاضوا المعركة متحدين وكسبوها، واليوم نحن أمام واقع يمكن ان يكون مشابهاً، والكل يرغب بالفوز بغض النظر عن الشخص، فإذا كان الجنرال هو الأوفر حظاً نحن معه".
بأي منطق ستتوافر حظوظ الربح لدى جعجع؟
وتطرق سعد لترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للرئاسة، لافتا الى أنّه من الناحية القانونية لا مانع أمامه كونه خرج من السجن بعفو عام وليس بعفو خاص، وقال: "إنما بالتأكيد لن نفرح بوصوله على الرغم من أن هذا الأمر غير وارد في المنطق السياسي خاصة وأن الخط السياسي الذي راهنت عليه القوات اللبنانية في المنطقة بدأ بالانهيار وسقوطه سيكون مدوياً".
وتساءل: "بأي منطق ستتوافر حظوظ الربح لدى جعجع؟ وكيف سيدعمه للرئاسة من لم يتضامن معه في موضوع تشكيل الحكومة وتركه يخرج منها ويكون الخاسر الوحيد؟ ثم بأي منطق يطرح نفسه مرشحاً رئاسياً على من رفض مجرد الجلوس معهم على الطاولة؟ فهل حينها يصبح الحوار مع حزب الله مقبولاً؟"
واعتبر أن ترشح جعجع بالطريقة التي جاء فيها بدا موجهاً ضد فريقه السياسي الذي لم يعبر يوماً عن دعمه له في الرئاسة أو تبنيه لترشيحه. وقال: "أعتقد أنه كان على رئيس حزب القوات أن يسعى لإقفال ملفات عديدة على الصعيد الشخصي مع عدة أطراف شاهدنا إعتراضهم على مجرد فكرة ترشيحه وذلك قبل أن يطرح نفسه مرشحًا رئاسيًا عن كل لبنان، إنما هذا خياره ويبقى خياره".
تيار المستقبل استفاق على خطورة انغماسه باللعبة الأمنية
وردا على سؤال عمّا إذا كان انتخاب رئيس مسيحي قوي يمهد لعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى السراي، قال سعد: "نحن نعتبر أن وصول رئيس جمهورية ورئيس مجلس نيابي ورئيس حكومة يمثلون الشريحة الأكبر في طوائفهم يمكن أن يكون عامل إستقرار في البلد. وبصراحة، نعتقد أن تيار المستقبل إستفاق على خطورة إنغماسه في اللعبة الأمنية وإستعمال الخطاب المذهبي. فهذا التيار طرح نفسه معتدلاً وفجأة أصبح نوابه وكوادره يستعملون خطاباً قاسياً لدرجة أنهم تماهموا مع أكثر المتطرفين."
واعتبر أنّه اليوم هناك "استدارة واضحة في مواقف تيار المستقبل ونحن نشجع عليها، ومن واجب الجميع طمأنة الطائفة السنية ونزع فكرة استهدافها التي يسعى بعض المتطرفين والباحثين عن مواقع تسويقها"، لافتا الى أن "أكثر المستفيدين من الواقع الحالي هو تيار المستقبل، إذا عرف كيف يتوج هذه المرحلة بتسوية تاريخية يتعاون فيها جميع اللبنانيين على النهوض بلبنان".
الخاتمة السعيدة..
وفي الموضوع الأمني، أمل سعد أن يندمل بسرعة جرح طرابلس خاصة وأنها رئة الشمال، وقال: "لو عرفنا أن تسليم الحقائب الأمنية لتيار المستقبل هو العلاج للفلتان الأمني لكنا قبلنا بتسليمها من زمان. المهم اليوم هو الخاتمة السعيدة".
ودعا الى إعادة تظهير مشهد طرابلسي راقٍ يحفظ الدور الأساسي للمثقفين والعاقلين ويبعد عن الواجهة المشاهد التي لا تمت بصلة لتاريخ المدينة، مشددا على أنّه على الجيش والقوى الأمنية مسؤولية كبيرة في وضع حد نهائي للعنف والتطرف في المدينة.
وأعرب عن أسفه لسقوط كل فترة شهداء من الجيش اللبناني نتيجة التحريض الذي يمارس على الشباب، مشددا على وجوب معالجة هذا الأمر نهائياً عبر وضع حدّ قاطع للمحرضين وهم معروفون وأصبحوا قلة.