"أنقذو كسب" عبارة غزت العالم في الأيام الماضية عربياً ودولياً، مدينة كسب السورية المجاورة للحدود التركية، وغالبية سكانها من طائفة الأرمن الأرثوذكس.
وقعت كسب منذ أيام بأيدي مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية بعد معارك عنيفة مع الجيش النظامي السوري، وسقط على إثر هذه المعارك العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى، هذا وهاجر الآلاف من أبناء الجالية الأرمينية إلى اللاذقية هرباً من أعمال العنف.
وعمت التظاهرات كل أنحاء العالم للمطالبة بإنقاذ السوريين الأرمن، وكانت أصابع الاتهام تتجه نحو تركيا على أنها هي المسؤولة عن ارتكاب هذه المجازر، كونها تدعم المقاتلين الإسلاميين في سوريا.
ولكن هي ليست المرّة الأولى التي يفبرك بها النظام السوري صور المجازر ليضلل الرأي العام، وليست المرّة الأولى التي يصنع فيها إعلامه هكذا هفوات، فأكدت مصادر صحفية على أن النظام السوري قام باستغلال معاناة سكان كسب ليلقي على نفسه عباءة حماية الأقليات، من خلال نشر صور تظهر بشاعة أعمال التعذيب والإجرام بحق المسحيين، وقد اتضح أنّ عدداً كبيراً من هذه المشاهد مغلوطة ومأخوذة من فيلم الرعب الكندي "inner depravity". فكانت حركة زكية من إعلام النظام أجّج من خلالها مشاعر الرأي العام العربي والعالمي والطائفة الأرمنية على شكل الخصوص. ولكن لم يدُم ذكاءه كثيراً "فحبل الكذب قصير" وإن كان للباطل جولة فللحق جولات.
هذا وكان المجلس الوطني السوري قد نفى وقوع مجزرة بحق الأرمن في كسب، وقال إن حملة التشهير بالشعب السوري تسيء لعلاقته التاريخية مع الأرمن. وشدد المجلس على أن الحملة التي تزعم ارتكاب مقاتلي المعارضة مذبحة بحق المدنيين الأرمن في مدينة كسب مجرد أكاذيب وصور ملفقة.
وشدد المجلس على أن ابتذال مصطلحات، مثل مذبحة وإبادة جماعية وتطهير عرقي وطائفي هو محاولة من بعض الجهات الإساءة للشعب السوري وثورته. ودعا المجلس من سماهم المخلصين من أبناء الطائفة الأرمنية إلى الوعي بأبعاد ومخاطر هذه الحملة التي تخدم النظام السوري وتسيء إلى الشعب السوري الواحد.