بعد جولاتٍ عشرين حصدت أرواح أكثر من 200 قتيل و1500 جريح رُفع الغطاء عن العنف في الشمال، ودخلت الخطة الأمنية كزائرٍ محبّب طال انتظاره، دخلت واثقة الخطى على عكس سابقاتها الخجولة، دخلت لتضرب بيدٍ من حديد في أحياء طرابلس ومحاورها القتالية التي شهدت على أشرش المعارك التي لم تهدأ وتيرتها على مرّ سنوات عادت بطرابلس الفيحاء إلى الوراء أكثر من 35 سنة.
فمنذ ساعات الصباح الأولى بدأت وحدات الجيش بالانتشار في محاور البقار ،الريفا، المنكوبين، الشعراني، باب التبانة وجبل محسن حيث أوقفت عشرة أشخاص من بينهم 5 من آل المولوي من باب التبانة.
وأفادت مصادر صحفية بأنّ الخطة التي انطلقت فجر اليوم تتضمّن تحرّكَ نحو 1400 عنصر و63 ضابطاً من قوى الأمن الداخلي في المدينة، تساندهم القوّة الضاربة في فرع المعلومات، وهي ستنتشر في الأحياء الداخلية في التبّانة وجبل محسن والشوارع الفاصلة.
و باشرت وحدات الجيش المدعمة بعناصر من قوى الأمن الداخلي بإزالة الدشم من تلك المحاور، وقامت بنشر نقاط ثابتة في كل أحياء طرابلس وسيرت دوريات داخل باب التبانة وجبل محسن.
بينما دخل الجيش اللبناني، تسانده مروحيتان عسكريتان لجهة الاستطلاع، فيلا رفعت عيد في جبل محسن وصادر جهازي لاسلكي وكاميرات مراقبة، وقضت التخريجة السياسية بإصدار مُذكّرات التوقيف قبل 6 أيّام من بدء تنفيذ الخطّة، ليتسنّى لمن يريد الهرب أن يهرب كي لا يقع حمّام دم، وأكدت الأجهزة الأمنية أنّ الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد لم يخرج من المعابر الشرعية، لأنّ جواز سفره لم يُختَم، ومن الممكن أن يكون قدّ فرّ عبر المعابر غير الشرعية، وعليه سيبقى بلاغ البحث والتحرّي في حقّه قائماً.وأكدت المصادر أن من صدرت بحقهم استنابات قضائية تواروا عن الأنظار، باستثناء قلة.
هذا وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، بيان جاء فيه: "استناداً إلى قرار مجلس الوزراء، بدأ الجيش اعتباراً من صباح اليوم، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس، وقد شملت الإجراءات بالإضافة إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز، تنفيذ عمليات دهم للمطلوبين بموجب استنابات قضائية، حيث أوقف عدد منهم، وتم تسليمهم إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم".
في الوقت الذي بدت فيه الحركة طبيعية حيث فتحت المدارس والجامعات أبوابها، بينما تشهد طرقات المدينة حركة سير طبيعية. على أمل أن يعود الآمان والاستقرار لمدينةٍ طال احتضارها.