توقع الوزير السابق ابراهيم نجار أن يتم الاتفاق على رئيس "توافقي" يحكم البلاد في السنوات الـ6 المقبلة، معتبرًا أنّ "أيّ رئيس طرف قد يكون مدخلا لصدام داخلي نحن بغنى عنه".
وأشار نجار، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّه وإذا تأكد التقارب بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون والسعودية فقد يؤدي ذلك الى قلب الطاولة على الكثيرين، لافتا الى أن امكانية تعديل الدستور للاتيان بأحد موظفي الفئة الأولى رئيسا بات مستبعدا باعتبار أنّ الاقطاب والذين هم مرشحون للرئاسة لن يؤمنوا الثلثين لجلسة تعديل الدستور لأن هذا النصاب قد يؤمن انتخابهم.
واعتبر نجار أن مرشحي الرئاسة محصورين حاليا بـ3 و 4 أشخاص، مشيرًا إلى أنّ الانتخابات حاليا متوقفة على قدرة اي من الفرقاء تأمين النصاب. وقال: "لقد علمتنا التجارب في لبنان ان الانتخابات الرئاسية تقوم على المفاجآت وأن ربع الساعة الأخير هو ما يحسم في كثير من الاوقات اسم الرئيس، فكم من ماروني أمضى ليلة الانتخاب رئيسا واستفاق على غير ما نام عليه".

 

محكوم علينا أن نصل لاتفاق
ولفت نجار الى ان المفارقة اليوم تكمن بالغزل الحاصل بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، معتبرا أنّهما إذا اتفقا فهما قادران على تأمين النصاب الضروري لجلسة مجلس النواب، "ولكن الكثيرين يعتبرون أنّ هذا التفاؤل لا يأخذ بالاعتبار الغايات التي يضمرها البعض ولا يفصح عنها من اجل المجاملة السياسية".
وأضاف: "لقد سمعنا بالأمس احد النواب المقربين من النظام السوري يقول بأنّه لا يمكن توقع انتخاب العماد عون".
واستبعد نجار أن نقع في فراغ رئاسي، لافتًا إلى أنّ الوقائع أثبتت أنّ اللبنانيين واعون تمامًا لمصالحهم وضرورة السعي للتوافق وهم بالنتيجة سيتفقون كما حصل بموضوع الحكومة وبعدها في البيان الوزاري. وأضاف: "وكأنّه محكوم علينا ان نسعى للتوافق ونصل الى اتفاق".

 

انتخابات لبنان استراتيجية بامتياز
ولفت نجار الى ان الاستقرار في لبنان يبدأ بانتخاب رئيس مسيحي منفتح ومقبول يستطيع الانطلاق من موقع قوة، وقال: "أنا متأكد تماما مما يتم تحضيره اقليميا فانتخابات لبنان استراتيجية بامتياز لأن الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في هذا الشرق وبالتالي من المفترض أن يمثل كل مسيحيي الشرق الأوسط".
وأثنى نجار على المواقف الاخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان معتبرا انهّا أعطت زخما كبيرا للرئيس الجديد لأنّه رفع المزاد كما لم يرفعه الا بعض الرؤساء الذين عرفهم لبنان. وقال: "على الرغم من كل الاشكاليات الدستورية والسياسية والاقليمية والاستراتيجية لي ملء الثقة اننا سنتوصل بالنتيجة الى الاتفاق على رئيس جديد يحكم بكل ما للكلمة من معنى".