ضابطان سوريان برتبة عقيد قتلا اليوم في مواجهات كسب بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري الذي خسر امس اشد الوجوه بطشا وعنفا وهو هلال الاسد ابن عم الرئيس السوري .. 
وهلال الاسد هو قائد ما يُسمى بجيش الدفاع الوطني في اللاذقية ، وهي تسمية النظام لمن باتوا ُُيعرفون  ًبالشبيحة ً الذين غرقت وتغرق اياديهم في دم الآلاف من السوريين الابرياء  .
مواجهات كسب تدور عنيفة منذ يوم الجمعة الفائت ، وهي المدينة الواقعة في ريف اللاذقية شمال غرب سوريا ، مطلقة معركة الساحل بوجه النظام الأسدي الذي تعد اللاذقية ابرز معاقله . 
وقد سجلت الساعات الماضية تطورات تحمل مؤشرات قد تترك آثارها الخطرة على مجرى الصراع ، وذلك بإقدام سلاح الطيران التركي على إسقاط طائرة مقاتلة سورية في أجواء كسب ، وتحذير تركيا لسوريا بالرد القاسي في حال انتهاك مجالها الجوي ، بينما اتهمت دمشق أنقرة بانها تغطي معركة اختراق الساحل السوري والتي تطلق عليها المعارضة اسم ً معركة الأنفال ً . 
واذا كانت معركة يبرود في القلمون قد انتهت بتكبيد المعارضة الخسائر الجمة والتي يجمع المراقبون انها ما كانت لتحصل لولا هذا الاختلال الكبير في ميزان القوى بين الطرفين المتصارعين ، إذ في مقابل الدعم الضخم واطنان السلاح والعتاد لعناصر الجيش السوري وحزب الله ، تواجه المعارضة بالشيء القليل المتيسر لها ، ولا تمتلك ما يمكنها من صد قصف الطيران الحربي للنظام ما ينذر باستنساخ مشهد القلمون شرقا ، في اللاذقية شمالا .. وهو الامر الذي حذر منه قائد الجبهة الغربية والوسطى في هيئة الأركان التابعة للجيش السوري الحر مصطفى هاشم ، محمّلا الدول الصديقة للثورة السورية المسؤولية في حال توقفت معارك الساحل نتيجة لانعدام تقديم الدعم العسكري واللوجستي .. 
والموقف برمته يطرح تساؤلات عديدة حول مدى إنغماس الجانب التركي في مساعدة قوات المعارضة ، ام ان الامر سيقتصر فقط على إسقاط أية طائرة سورية تنتهك الحدود ، كما اعلنت أنقرة بالأمس .
لا شك ان عناصر المعارضة يراهنون على دعم اردوغان الذي لطالما ناهض نظام الاسد منذ استفحال النزاع السوري وانحاز الى جانبهم ، غير ان هذا الدعم ونسبته ومداه لا يعتقد انه في عهدة اردوغان وحده ، وانما يتحكم به ضوء اخضر إقليمي ودولي لا يُعرف اذا ما كان سيتوافر بالنسبة لمناطق اخرى في الساحل السوري ، بعدما سيطرت قوات المعارضة على مدينة كسب بالكامل ومعبرها الحدودي .