دخل البلد فعليا في السباق الى الاستحقاق الرئاسي , ومعه يضحي هو المقياس الحقيقي لاي حراك سياسي قادم عند الزعماء الموارنة اولا ، وعند الاطراف الاخرى عامة لما يشكل الوصول الى الموقع الاول من حاجة سياسية ترسم من خلاله معالم المرحلة القادمة على الرغم من ضعف ما لهذا الموقع من صلاحيات فعلية ، صحيح ان الرئيس هو ضمن حصة الطائفة المارونية بحسب التوزيع الطائفي لنظامنا السياسي الا ان الموارنة ومنذ ما بعد الطائف كانوا ولا يزالون هم الناخب الاضعف ،
ومرد هذا كما هو معلوم اولا الى تشرذم القوى والاحزاب المارونية وعدم اتفاقها على مرشح او مرشحين مما يعني ان كثرة المرشحين هو المتحكم بمقاربتهم لهذا الاستحقاق ،
وعلى نفس هذا المنوال ترانا نتجه نحو الاستحقاق القادم ، فان تقارب ميشال عون المتأخر من تيار المستقبل والمنسق مع حزب الله لن يجعل منه مرشحا قويا ومحل اجماع لان تودد مصطنع من هذا النوع وقبيل الاستحقاق لن يمحو خصومة شرسة عمرها سنوات ، وكذلك فان تلميحات سمير جعجع وخطاب ترشحه في ذكرى 14 اذار انما يهدف بالدرجة الاولى الى تسكير الطريق على تفرد الجنرال بالترشح ، فالقوات اللبنانية التي تعرف جيدا بان موازين القوى لا تسمح بايصال حكيمها الى بعبدا ، مما يحول انتصارها المرتقب هو فقط عبر الحؤول دون وصول خصمها اللدود جنرال الرابية الى الرئاسة .
وهنا يطل برأسه امين الجميل وما حكي عن رسائل يبعثها الى كل الاتجاهات من السعودية وصولا الى طهران كمحاولة لتقديم نفسه كحل وسط مستفيدا من تلك التناقضات بين معراب والرابية ، متناسيا مرحلة رئاسية شغلها وهي مثقلة بتاريخ اسود بالذاكرة اللبنانية تشكل وحدها عبء كبير لتكون كفيلة هي الاخرى من جعل عودته الى بعبدا اشبه بالمستحيل ، في ظل هذا الواقع الماروني المأزوم يتحول امكانية توافق حزب الله وتيار المستقبل الى الرافعة الاساسية لتحديد هوية وشخص الرئيس العتيد ،
فاذا ما كانت تجربة تشكيل الحكومة ببيانها الوزاري الضبابي هو المؤشر لاي توافق مرتقب بينهما ولما يمكن ان تؤول اليه الامور في الاستحقاق القادم ،،
وعلى نفس القاعدة التي كانت متبعة والتي طالما شكلت عنوان مبدأ التفاهم بين حزب الله من جهة والرئيس الشهيد رفيق الحريري من جهة اخرى والمبنية على التقسيم بين الاقتصاد والانماء فيكونا من حصة المستقبل على ان يتفرد حزب الله بالامن والسلاح ، حينئذ يمكن ان يكون اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو تمام سلام الرئاسة