دعا القيادي في "التيار الوطني الحر" زياد عبس الحكومة الجديدة للتعامل بحزم وجدية مع ملف اللاجئين السوريين خصوصًا بعدما بات كلّ الفرقاء على طاولة مجلس الوزراء، مشدّدًا على أنّ تيار "المستقبل" يتحمّل المسؤولية الأكبر لجهة وجوب أن تكون المصلحة اللبنانية أولوية في هذا المجال، بعدما كان يعتبر أنّ إغلاق الحدود هو تضييق على المعارضة السورية ويضع البعد الانساني أولوية على الطاولة.
وشدّد عبس، في حديث إلى "النشرة"، على أنّ الاولوية التي يجب أن تكون اليوم على الطاولة هي كيفية الحد من تداعيات هذه الأزمة على الداخل اللبناني، داعيا للعودة للاقتراح الذي وضع على طاولة الحكومة السابقة لجهة ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق آمنة داخل سوريا، علمًا أنّ هذه المناطق موجودة إن كان في مناطق تسيطر عليها المعارضة أو في أخرى يسيطر عليها النظام.
ليكن كلّ مواطن خفيرًا
ودعا عبس لاتخاذ إجراءات أكثر تشدّدًا إن كان على الصعيد الحكومي والأجهزة الأمنية أو على صعيد السلطات المحلية، لافتًا إلى وجوب أن يكون كلّ مواطن خفيرًا ويبلغ عن أيّ حالات مشبوهة باعتبار أنّ أجهزة الدولة غير قادرة على ضبط العدد الكبير من اللاجئين على الأراضي اللبنانية والذي يتخطى دون شك المليون. وقال: "عندما تسجل 250 ولادة لسوريين في اليوم هذا يعيد إلى الاذهان مخطط تقسيم المنطقة كما ملف اللاجئين الفلسطينيين".
وشدّد عبس على وجوب أن يكون ملف إغلاق وضبط الحدود أولوية لدى الحكومة اللبنانية الجديدة، لأنّه "فقط عندما نضع حدًّا للفوضى العارمة في هذا الملف، يمكننا حثّ الامم المتحدة على تحمل مسؤولياتها". ورأى أنّ "المطلوب ايضا تقاسم الاعداد وترحيل عدد من اللاجئين لدينا إلى بلدان عربية هي أكبر من حيث المساحة وقادرة على تأمين ظروف حياة أفضل للاجئين".
المطلوب رئيس قادر على حلّ الأزمة لا إدارتها
وتطرق عبس لملف العلاقة مع تيار "المستقبل"، فلفت إلى أنّها بدأت بشكل صحي وتدريجي لتضع حدًّا للوضع الشاذ والانقسام القائم، مؤكدًا أنّها لم تقتصر على ملفات محددة أي الحكومة ورئاسة الجمهورية. وقال: "حقل الاختبار الأول لهذه العلاقة هو الحكومة الحالية وسنرى إذا ما كان سيتم إعطاء الاولوية لمصلحة المواطنين بعيدا عن ردات الفعل الكيدية".
وعن موقف النائب خالد الضاهر الذي صرّح أنّه من السخافة أن يظنّ أحد أنّ مرشح "المستقبل" للرئاسة هو العماد ميشال عون، قال عبس: "لا أعتقد أنّ خالد الضاهر يعبّر بشكل جدي ورسمي عن موقف تيار المستقبل والا كانت سخافة ومسخرة كبيرة"، وأضاف: "هم لديهم أشخاص أكثر احتراما يستطيعون أن يعبروا بشكل افضل عن الموقف الرسمي للتيار".
وأكد عبس أنّ العماد ميشال عون مرشح جدي للرئاسة برغبة اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة، وقال: "بعدما جربنا المرشحين الوسطيين أكثر من مرة وتبين أنّهم غير قادرين على اتخاذ قرارات في ملفات كبرى ومصيرية كموضوع طرابلس واللاجئين السوريين، تأكد لكل المواطنين أنّ المطلوب اليوم رئيس قادر على حل الازمة وليس فقط ادارتها".