ما الذي يرتبه اعلان حزب الكتائب ليلا انه سيستقيل من الحكومة في حال لم يعٓالج جديا الالتباس ًً ًالخطير ً لدور الدولة ومرجعيتها الذي رست عليه الصيغة النهائية للبيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام ؟؟ سؤال بديهي وسريع يطرح نفسه وهو ، هل سيستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام ومعهما كافة اعضاء اللجنة الوزارية التي عملت على صياغة البيان او حتى وزراء الحكومة مجتمعون ، ان يعالجوا هذا الالتباس ونحن على مسافة ثلاثة ايام من الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسات المجلس النيابي التي ستناقش البيان الوزاري لحكومة سلام وتقره ، ومن الذي سيقف عند خاطر الكتائب ويسعى الى تهدئة غضبها ما دامت ثلاث كلمات استهلكت ما يقارب الشهر من الجدل والاخذ والرد والمبارزات اللفظية ، وفي النهاية كانت النتيجة على شاكلة ًتمخض الجبل فولد فأرا ً ، ذلك ان مهزلة التمييز بين كلمة ًشعب ً وكلمة ًالمواطنين ً التي اعتُمدت في البيان ، كانت مثار تعليق ونكات على صفحات التواصل الاجتماعي طيلة يوم امس ، فضلا عن ان من يرصد ردود فعل المواطنين في الشارع يدرك الى اي درك ً ومسخرة ً أوصل فرقاء الصراع في لبنان انفسهم من ٨ و١٤ على السواء ، اضف الى ذلك ، اين طار الإصرار على ربط المقاومة بمرجعية الدولة في ظل ما طالعنا به بياننا الوزاري الميمون من تموضع للدولة ومسؤوليتها في تحرير الارض في واد ، ومقاومة المواطنين اللبنانيين للاحتلال الاسرائيلي في واد آخر ..
لعل صرخة الكتائب في محلها ، ولكنها صرخة في واد سحيق لا أحد يريد او يجرؤ على سماع صداها، ذالك ان ما تمخضت عنه نقاشات البيان الوزاري ، ان دلت على شيء ، فهو ذاك الترابط الملموس بين ما تدور رحاه من معارك عسكرية وسياسية على المستوى الاقليمي وتحديداً في النطاق السوري ، وبين وقائع الامور على الساحة اللبنانية .
هناك من يقول ان حزب الكتائب لن يذهب في موقفه الى حد الاستقالة الفعلية ، وما بدر منه في اللحظات الاخيرة ليس سوى فقاعات صابون يندرج في سياق المزايدات بين القوى المسيحية ، واذا كان كلام الوزير ايلي ماروني اليوم أبقى الغموض على حاله إزاء الموقف النهائي الذي يمكن ان يتخذه الحزب ، الا ان كافة مصادر المعلومات تجمع على ان البيان الوزاري سيسلك طريقه بثبات الى أروقة المجلس النيابي يومي الأربعاء والخميس المقبلين ، وستنال الحكومة الثقة على أساسه بغالبية أصوات تفوق المئة وعشرة أصوات ، واذا ارتفع هذا الرقم صوتين او اكثر ، انخفض صوتين او اكثر ، فهذا لن يقدم او يؤخر في ان حكومة سلام أقلعت بمباركة ودعم إقليمي ودولي ، لن يقف عند تفصيل .. اعتراض الكتائب .