أخيرا بفضل الله وبفضل الجهود العظيمة التي بذلت من جميع الافرقاء ها هو البيان الوزاري قد رأى النور ، بالخصوص بعد التوصل الى حل العقدة الأساسية والتي احتاجت الى اكثر من عشر جلسات للجنة الموكلة بالصياغة ، ولمئات الجلسات الجانبية ، وآلاف الاتصالات الهاتفية ( داخلي – وخارجي ) ،وكل هذا غير ذات قيمة لان المهم أخيرا هو النتيجة الإيجابية التي توصلوا اليها فانقذوا بذلك مصير هذه الحكومة التي استغرق تشكيلها هي الأخرى اكثر من 11 شهرا لتأليفها ، فالحمد لله لقد اقرت بالنهاية الفقرة المتعلقة بكيفية تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين ، حيث ان الدولة اللبنانية بعظمتها إضافة الى كل المواطنين قد اضحوا اليوم شركاء مساهمين الى جانب المقاومة من اجل الوصول الى الهدف المنشود بعملية التحرير المرتقبة.
وهذا يعني ان معالم مرحلة جديدة قد بدأت ، وان خطر حقيقي بات يهدد الان كيان العدو واحتلاله لهذه البقعة الجغرافية الصغيرة من لبنان ، ( والتي بعد تحريرها الوشيك نكاد نحن اللبنانيون لو اردنا ان نبحث عن أي ازمة ولو صغيرة عندنا فلن نجدها.
وان التحرير الكامل والمنجز بعد المنازلة العظمى المرتقبة اضحى قاب قوسين او ادنى ، والهزيمة النكراء لهذا العدو الغاشم صار اقرب اليه من حبل الوريد ،، وها هي مزارع شبعا تفتح ذراعيها وتستعد للعودة الى ربوع الوطن من جديد ،
لذا فمن غير المستهجن ابدا ان نسمع اخبار ( بعد البيان ) عن حجم القلق الكبير الذي أصاب قيادة العدو العسكرية ! او ان تصلنا معلومات تفيد عن رفع جيش الاحتلال لحالة الاستنفار الى الدرجة القصوى على الحدود مع لبنان ، لان إقرار الفقرة إياها يعتبر بمثابة اعلان الحرب من طرفنا !!
وليس مستغربا أبدا الاضطراب الذي أصاب الإدارة الامركية ، حتى انه قد قيل بان الرئيس الامركي باراك أوباما الضنين على امن واستقرار ربيبته إسرائيل لم ينم ليلة الجلسة المراتونية لحكومتنا الغراء ، وانه لم يستطع ان يخفي عن ملامح وجهه حجم القلق والارباك وقد ظهرت جلية في صوته على الهاتف موجات التوتر وهو يستدعي على نحو السرعة ومع ساعات الفجر الأولى ( فرق التوقيت بين بيروت وواشنطن ) كبار مستشاريه وقيادات جيوشه العسكرية ،
حسنا صنع الافرقاء السياسيين عندنا ، وبورك بهم ، فقد استطاعوا حقا وطيلة هذه الفترة من ان جعلونا ننسى نحن اللبنانيون كل مشاكلنا وازماتنا و" شحارنا " و " تعتيرنا " ونحن نتابع معهم فصول مسرحياتهم الكوميدية.
وشكر لحزب الله الذي انعش ذاكرتنا وذاكرته من جديد ، واحيى قضية ارضنا المحتلة ،، وبالخصوص هذه الأيام المنهمك هو بتعبيد الطريق اليها ،، عبر انتصارات عظيمة يتحفنا باخبارها كل ولو انها هذه المرة اتية من صوب ..... يبرود !!! والى المسرحية القادمة ،،،، شكرا