سقوط ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هل هو انتصار ؟ : كاظم عكر

اتقق مجلس الوزراء على صيغة جديدة لحق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي واستطاع فريق 14 اذار أن يسجل تفوقه في اسقاط ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة هذه الثلاثية التي تضمنتها البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية منذ العام 1990 ,ووافق فريق 8 اذار ومن ورائه حزب الله على الصيغة الجديدة كمخرج لاستمرار الحكومة وعدم سقوطها , وبين تفوق فريق 14 اذار  على اسقاط الثلاثية وموافقة حزب الله على تعديل هذه الصيغة ثمة رابح وخاسر في هذه المعادلة الجديدة ,ربح فريق 14 اذار في اسقاط ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وهو لم ينتصر بذلك على حزب الله لأن المقاومة موجودة سواء كرس وجودها البيان الوزاري أم لا وسواء وافق عليها فريق 14 اذار أم لا وسواء كان هناك اجماع وطني عليها أم لا هي موجودة في نفوس غالبية اللبنانيين وهي موجودة لدى شريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن وهي موجودة بالشهداء والجرحى والإنجازات والتضحيات التي لا يستطيع احد أن يتنكر لها وهي موجودة ويشهد لها العدو قبل الصديق وهي موجودة في حسابات العدو الاسرائيلي بالدرجة الأولى وهي التي كانت و ما زالت تمنع المساس بأمن الجنوب من قبل العدو الاسرائيلي وهي التي ما زال العدو يحسب لها ألف حساب .
المقاومة بقيت ولم يستطع أحد أن يتجاوزها ولم ينتصر عليها أحد باقية ما بقي الاحتلال الاسرائيلي جاثما على جزء من الاراضي اللبنانية .
ربح الوطن مقاومته التي أعادت جزءا كبيرا من الارض المحتلة إليه ,وربحت المقاومة ببقائها واستمرارها ,والخاسر الوحيد هو هذا الطاقم السياسي الذي يقود هذا البلد بفريقيه 8 و14 اذار , هذا الطاقم السياسي الذي باتت مصالحه الخاصة فوق كل اعتبار ولم يعد الوطن سوى بضعة حروف في سجلات صولاتهم وجولاتهم السياسية .
حزب الله وفريقه في 8 اذار خسروا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لأسباب تتعلق بالابتعاد عن الاسباب الحقيقة لنشوء المقاومة و هي الاحتلال الاسرائيلي ولأسباب تتعلق باستدراج المقاومة الى وجهة أخرى لا شأن للبنان بها لا من قريب ولا من بعيد وهي القتال إلى جانب النظا السوري ما أفقد المقاومة أوراقا عديدة كانت حتى الامس القريب عصية على الكبير قبل الصغير  .
14 اذار ايضا خسرت وبقيت المقاومة بسلاحها وعدتها وعديدها وبقي حزب الله في سوريا ولم يعد البيان الوزاري سوى كلمات بروتوكولية لا تقدم ولاتؤخر في ظل هذا الواقع السياسي المأزوم الذي تعيشع المنطقة عموما ولبنان خصوصا ولم تستطع هذه القوى بكل وقاحتها ومماحكاتها أن تشطب معادلة المقاومة من القاموس اللبناني وبقيت المقاومة حيث هي في النسيج الوطني اللبناني سياسيا وشعبيا ولم تستطع شطبها أو إلغاءها فبقيت كما كانت وستبقى كما هي .
إن السجالات السياسية التي رافقت اللجنة المكلفة اعداد البيان الوزاري للحكومة والسجالات التي رافقت جلسات مجلس الوزراء في اليومين الماضيين لم تكن سوى مضيعة للوقت ولم تكون سوى ضحكا ولعبا سياسيا على هذا الوطن وعلى هذا الشعب وقد جاءت صيغة البيان الوزاري بعد شهر من السجالات والمماحكات وبهذا التوافق لتؤكد أن أحدا في هذا البلد لا يستطيع أن يلغي أحد وأن أحدا لن يستطيع أن يلغي هذه المقاومة المكرسة بالدم والتضحيات والشهداء .  
كاظم عكر