أعلن قائد سلاح الجو الماليزي ان السلطات لا تستبعد إمكان ان تكون طائرة الـ"بوينغ 777" التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية انحرفت قبل اختفائها. ولكنه نفى أن تكون السلطات الماليزية رصدتها بعيداً من خط طيرانها. غير أن مسؤولاً عسكرياً ماليزياً قال إن الجيش الماليزي يعتقد ان الطائرة غيرت مسارها وطارت مئات الكيلومترات باتجاه الغرب بعد آخر اتصال مع الجهات المدنية.
وقال الجنرال رودزالي دود ان سلاح الجو "لم يستبعد امكان انحراف الطائرة خلال الطيران لاتخاذ خط معاكس قبل ان تخرج عن الرادار". واضاف: "هذا ما يفسر توسع عمليات البحث والانقاذ" في المياه الى غرب الارخبيل الماليزي.
ونفى المعلومات التي تحدثت عنها وسيلة اعلام ماليزية، امس، إذ قالت ان الرادار كشفها فوق مضيق مالاكا بين الارخبيل الماليزي، على الساحل الغربي، وجزيرة سومطره الاندونيسية.
وهذا الافتراض يعني ان الطائرة المفقودة منذ حوالي أربعة أيام والتي كانت تقوم بالرحلة "أم اتش 370" انحرفت في شكل كبير عن خط مسارها المقرر فوق بحر الصين الجنوبي. وقال الجنرال رودزالي ان ما ورد في صحيفة "بيريتا هاريان" هو "مقال غير صحيح وخاطئ كلياً".
وهذا الالتفاف قد يقوّض نظرية ان الطائرة تعرضت لعطب ميكانيكي مفاجئ خطير لأن التفافها يعني انها طارت مسافة 500 كيلومتر على الأقل بعد آخر اتصال لها مع برج المراقبة.
وكان جهاز الاتصال في الطائرة وبقية أجهزة التعقب، إما مغلقة أو لا تعمل في الوقت الذي انتهت فيه الاتصالات مع برج المراقبة. وهذا من شأنه ان يمنع ما يطلق عليه الرادار الثانوي الذي تستخدمه السلطات المدنية من التعرف عليها، لكن ليس الرادار الأولي الذي يستخدمه الجيش. وقال مصدر غير عسكري قريب من التحقيقات إن الالتفاف المذكور هو أحد عدة نظريات وجاري التحقق منه.
ولكن ناطقاً باسم مكتب رئيس الوزراء الماليزي قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولين عسكريين اخبروه انه لا دليل على ان الطائرة عبرت شبه الجزيرة الماليزية مرة ثانية، لكنها ربما تكون حاولت العودة أدراجها.
وقال الناطق تنجكو شريف الدين: "على حد علمهم... لا يوجد اي تطور جديد ماعدا الالتفاف في الجو".
وفقدت الطائرة اتصالها ببرج المراقبة وهي في وسط الطريق تقريبا بين كوتا بهارو شمال شرقي كوالالمبور والطرف الجنوبي لفيتنام على ارتفاع 35 ألف قدم.
وتتركز عملية بحث دولي كبيرة في شكل رئيس على المياه الضحلة لخليج تايلاند على الساحل الشرقي لماليزيا، إلا ان مضيق ملقة دخل نطاق البحث منذ الأحد الماضي. وجابت سفن بحرية وطائرة عسكرية وطائرات هليكوبتر وخفر سواحل وسفن مدنية من 10 دول البحار قبالة سواحل ماليزيا من دون التوصل إلى أي نتيجة.
وفي غياب اي دليل ملموس يفسر اختفاء الطائرة، فإن السلطات لم تستبعد اي احتمال. وقالت الشرطة انها تحقق في شأن اذا كان أحد من المسافرين أو طاقم الطائرة له سجل طبي أو شخصي مريب ربما يزيل بعض الغموض، إضافة إلى فرضية اختطافها أو تخريبها أو تعرضها لعطب ميكانيكي.
وكانت السلطات اعلنت ان برج المراقبة فقد الاتصال مع طائرة الـ"بوينغ" قبالة السواحل الشرقية لماليزيا فجر السبت الماضي، وبعد نحو ساعة تقريباً على اقلاعها من كوالالمبور في رحلة الى بكين، وكان على متنها 239 شخصاً.
وفي واحد من أكثر الألغاز إثارة للحيرة في مجال الطيران في السنوات الأخيرة، لم تسفر عملية بحث واسعة عن طائرة للخطوط الجوية الماليزية من طراز "بوينغ 777-200 إي.آر" عن العثور على أي أثر للطائرة أو ركابها وملاحيها.