استهجن عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن تحوّل البيان الوزاري لصندوق بريد لتسجيل المواقف السياسية ومتراسًا يتلطى خلفه الأفرقاء السياسيون، معتبرًا أنّ الخلاف الذي انتقل من كنف اللجنة الوزارية إلى الحكومة مجتمعة سيكون أكبر وأكثر تعقيدًا.
ولفت الخازن، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ أهمية البيان الوزاري تكمن بأنّه يعكس التضامن بين أعضاء الحكومة، الذي لا يبدو أنّه موجود، وقال: "كان يفترض بالبيان أن يكون برنامج عمل الحكومة فإذا به يتحول ملفا اساسيا قد يكون أهم من الحكومة نفسها".
المولود أصيب بمضاعفات والطبيب لم يعد موجوداً
واعتبر الخازن أنّ استمرار كل من فريقي الصراع بالتمسك بالسقف الأعلى من الشروط والمطالب يهدّد بـ"عدم التوافق أبدًا على صيغة البيان ما يضعنا أمام اشكالية كبرى". وأضاف: "البلد يكاد يضيع من بين أيدينا في ظلّ كلّ الأمور الداهمة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ونحن غير قادرين على التوافق على برنامج لعمل هذه الحكومة المفترض بها معالجة كلّ هذه الملفات".
ولفت الخازن إلى أنّ تحول الحكومة الحالية الى حكومة تصريف أعمال أحد الاحتمالات المطروحة تمامًا كاستقالة الحكومة والقيام باستشارات جديدة. وقال: "نحن في أزمة لم تنته مع ولادة الحكومة، إذ وكما يبدو فإنّ الطبيب أتى وأشرف على ولادة الحكومة وغادر لكن المولود أصيب بمضاعفات والطبيب لم يعد موجودا".
مواصفات الرئيس المطلوب تتوفر في العماد عون
وشدّد على أنّ المسار الحكومي يختلف عن مسار الانتخابات الرئاسية، لافتًا إلى أنّ هذه الانتخابات قد تحصل بوجود حكومة فاعلة او بكنف حكومة تصريف أعمال. وقال: "نحن نفضّل أن تنال الحكومة الثقة قبل موعد الانتخابات الرئاسية لكن وفي حال تم العكس، فإنّ ذلك يجب أن يشكل دافعا أكبر لاجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري".
واعتبر الخازن أنّ انتخابات رئاسة الجمهورية تخضع لمعايير داخلية وخارجية، لافتًا إلى أنّ المعايير الخارجية هذه المرة هي الأقل تأثيرا مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة.
ولفت النائب الخازن إلى أنّ حظوظ رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون هي حاليا الأكبر لتولي رئاسة الجمهورية، وأوضح أنّ "الرئيس المطلوب في هذه المرحلة رئيس قوي وقادر على اتخاذ القرارات اللازمة ويحظى بتمثيل شعبي مسيحي كبير، وكلها صفات متوفرة بالعماد عون".
انفتاح "التيار" غير مرتبط بانتخابات الرئاسة
وشدّد الخازن على أنّ القاعدة التي تقول بأن يأتي البديل الاضعف عن المسيحيين لم تعد واردة، خصوصًا أنّها قاعدة لا تسري لا على السنة ولا على الشيعة ولا على الدروز.
وردًا على سؤال عمّا إذا كان انفتاح "التيار الوطني الحر" على تيار "المستقبل" يندرج باطار التحضير للمعركة الرئاسية، نفى أن يكون هذا الانفتاح مرتبطًا مباشرة بالموضوع الرئاسي، واضعًا إيّاه باطار سياسة الانفتاح التي يعتمدها التيار مؤخرا بتعاطيه مع كل الافرقاء دون استثناء.
ولفت الخازن إلى أنّ كلّ الفرقاء اليوم دون استثناء يريدون ويعملون لاستقرار لبنان فليس من مصلحة أحد تحويل لبنان ساحة حرب جديدة في وقت ساحات الحروب مفتوحة في أكثر من بلد، وشدّد على أنّ "الاستقرار اللبناني من الأمور المتفاهم عليها محليا واقليميا ودوليا".