بعد متاجرةٍ دامت ما يقارب الأربعة أشهر بقضية اختطاف راهبات معلولا، صُعق أصحاب الممانعة بل وأكثر من ذلك تمنوا لو أنه لم يتم تحريرهن، فما إن استنشقت راهبات معلولا نسيم الحرية فجر الاثنين الماضي، إثر مفاوضات شاقة قادها اللواء عباس ابراهيم بمؤازرة قطرية، وعبّرن عن امتنانهن للخاطفين الذين لم يتعرّضوا لهن بأي أذى طوال فترة الخطف، حتى انهالت عليهم تعليقات الممانعة المريضة على مواقع التواصل الاجتماعي من كلّ حدبٍ وصوب. لم تخلُ من السُباب والشتائم الرخيصة على الراهبات المحرّرات، دون أيّ احترام لمقامهن الديني.
حيث أنه في أول تعليق لراهبات دير القديسة تقلا في معلولا بعد تحريرهنّ، قدّمت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف سرداً مختصراً عن تجربة الخطف لأكثر من 3 أشهر على يد عناصر "جبهة النصرة"، مؤكدة أنهن لم يتعرضن لأي أذى، بل وجدوا معاملة حسنة.وتوجهت الأم سياف في كلمة مقتضبة بعد وصول الراهبات الـ 13 إلى صالون نقطة جديدة يابوس الحدودي، بالشكر إلى من سمته "العامل الدؤوب" البطريرك يوحنا العاشر، وإلى كلّ من الرئيس السوري بشار الاسد وامير قطر الشيخ تميم بن حمد، وإلى "الوسيط الكبير" اللواء عباس إبراهيم على الجهود التي بذلوها لاطلاق سراحهن، لافتة إلى أنهن "لم يتعرضن لأي أذى بل وجدوا من خاطفيهم كلّ معاملة حسنة".
وأضافت: "هي شهادة أمام الله، لم نجد من "الجبهة" (عناصر جبهة النصرة) إلا كل معاملة حسنة، طلباتنا وخدماتنا كلها كانت مؤمنة"، ولفتت إلى أنه جرى نقلهن إلى أكثر من مكان خلال فترة الخطف، مضيفة إن "الشخص الذي يدعى جورج حصواني قدّم لنا البناية باكملها، ووضعها بتصرفنا ولم نحتج أي شيء، وقد كنا 16 شخصا".
فيمكننا القول بأن من احترمتهن جبهة النصرة لم تحترمهن الممانعة، فحوّلتهن كلماتهن الصادقة بحق خاطفيهن من راهبات ديرٍ مقدّس إلى عاهرات وعميلات وغيرها الكثير من الشتائم التي لا تليق بهن وبعملهن الإنساني الذي أنتج بالمقابل عن تحرير مئة وثلاث و خمسين امرأة، من أصل آلاف المعتقلات في سجون الطاغية بشار الأسد، عرف منهن عشرة اعتقلن ما بين عامي 2012 و 2013. نذكر منهن: "رويدا كنعان، هنادي الحسين، آمنة خولاني، نبال زيتوني، رندة حاج عواد العبد، زاهية عبد النبي، ياسمين البلشي، مجدولين الباير، حورية عياش، ودلال الكردي." على أمل أن يبزغ فجر الحرية على ما تبقى من معتقلات مظلومات في سجون النظام السوري.