· لم يعد خافيا على أي مطّلع الارتباط العضوي بين حزب الله بفكره وسياسته وسلاحه وبين ايران ولاية الفقيه ، وكذلك فلم يعد يحتاج الى كثير تعمق استنتاج ان حزب الله انما يمثل رأس الحربة في خط الدفاع الأول عن مصالح جمهورية " الإسلام المحمدي الأصيل "(كما يطلق هو على ايران في أدبياته السياسية )
حتى ان هذا الامر صار بمثابة لازمة خطابية يجهر بها معظم المسؤولين الإيرانيين بدون أي مواربة او " تقية " ، وعند الوقوف الان على مشارف هذه الزاوية بالتحديد والنظر بتمعن على المشهدية العملية تكاد تجزم بانك ترى العجب العجاب !
حتى وان ارجعت البصر اليك كرتين فانه سينقلب خاسيئا وهو حسير ، ففي الوقت الذي تستقبل به طهران مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وذلك للمرة الأولى بعد رفضها الدعوة لمرات عديدة ، ووصف الاعلام الايران للزيارة بانها " انجاز تاريخي " , وتعبير السيدة اشتون عن تفاجئها بسرعة ودقة وإصرار السلطات الإيرانية بتنفيذ ما هو مطلوب منها من الشروط الغربية المفروضة عليها ,
وما تنبيء هذه الأجواء الإيجابية جدا من الوصول الى إقرار الاتفاق النهائي المتوقع بين الفريقين ، اضف الى ذلك ما يحكى عن زيارة مرتقبة في وقت قريب جدا للرئيس الإيراني حسن روحاني الى المملكة العربية السعودية ففي ظل كل هذه الخطوات التسووية وغيرها التي تسير فيها ايران مسرعة نحو ابرام الاتفاقات الكبرى ، فبين المشاهد الاحتفالية لاستقبالات طهران الدبلوماسية ، لا تزال قرانا في الجنوب والبقاع انما تستقبل بكل اسى وحزن جثامين المقاتلين القادمين من خلف الحدود , انهما حقا مشهدين لا يثيران الا الكثير الكثير من الاستغراب والدهشة ، فاذا ما كنا قد اقرينا ان قتال حزب الله في سوريا هو من اجل حماية نظام بشار كحليف استراتيجي من اجل الحفاظ على قوة ايران التفاوضية وتحسين شروطها من اجل الوصول الى تسوية مرضية ، ولا تكون على حساب المصالح الإيرانية بالمنطقة ؟
فبماذا يمكن ان نفسر استمرار بذل كل هذه الدماء على مذبح بشار الأسد طالما ان التسوية الإيرانية الغربية قد اقرت ! اللهم الا اذا ما اعتبرنا ان المرحلة التجريبية التي نمر بها الان قبيل الوصول الى المراحل النهائية هي بمثابة وقت ضائع فقط في اطار اللعبة السياسية ، لكنها لا تعتبر كذلك في لعبة الدم .