يبدو أن الحملة الشرسة التي يشنّها حزب الله على رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان لم تنتهِ بعد، أمّا جديد الحملة فهو دخول صحف النظام السوري على خط التهديد لسليمان. قتلاقت ألسنة البعث مع ألسنة حزب الله السليطة في الهجوم المنظّم على رأس الدولة اللبنانية.
فكتبت صحيفة البعث السورية في مقالٍ لها: ": إن صاحب القصر لم يُحسن التوقيت والتعبير وإن لبنان ليس مكانَ بازارٍ وحساباتِ تمديد بقدر ما هو وطن قضية وانتصارات." مشيدةً بمعادلة: الجيش والشعب والمقاومة. وتابعت البعث: "المعادلات الخشبية التي انتقدها رئيس الجمهورية سجلت للبنان انتصارات مذهلة ستبقى مفخرة لكل العرب." مكرّرةً ما ورد في بيان حزب الله: "إن قصر بعبدا بات يحتاج فيما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة لأن ساكنه باتت الأمور ملتبسة عليه، ولم يعد يميز بين الذهب والخشب"
وأضافت: "إن الذهب معدن ثمين، يتميز بلونه الأصفر البراق، لا يتأثر بالهواء أو الماء أو الأوكسجين، أما الزئبق فيغير لونه تبعا للظروف المحيطة".
بينما تتجه الأنظار اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث سيُعقد في قصر الإليزيه مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان بمشاركة الرئيس سليمان، ووفد وزاري ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وعدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وممثلي مؤسسات ومنظمات دولية.
وينتظر لبنان من هذا المؤتمر أن يفعّل ويخصّص مساعدات للبنان لدعم ملف النازحين السوريين، ووضع برنامج المساعدات العسكرية التي ستقدمها فرنسا للجيش اللبناني بتمويل سعودي، وتحفيز الإقتصاد الذي يعاني الأمرّين من الأوضاع الأمنية الضاغطة. ومن المتوقّع أن تصدر عن المؤتمر خلاصة تشير إلى إعلان بعبدا وضرورة تبنّي بيان وزاري للحكومة الجديدة ومنحها الثقة التي سيتمّ بناءً عليها إجراء الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل.
هذا بعد أن بدأت تلوح في الأفق اللبناني ملامح أن لاثقة ولا بيان وزاري ولا انتخابات رئاسية بعد السجال العنيف الذي دار حول ما وصفه الرئيس سليمان بالمعادلات الخشبية، ولكن على رغم كلّ أجواء التشاؤم المحيطة بصياغة البيان الوزاري عبّر زوّار رئيس الحكومة تمّام سلام أمس عن تفاؤله بتجاوز أزمة البيان الوزاري في الأيام الفاصلة عن إجتماع بعد غد الجمعة، ليعود الحوار إلى موقعه الطبيعي في إطار اللجنة السباعية المكلّفة إعداد هذا البيان بصيغة شبه نهائية وضمن مهلة الشهر الدستورية.
فهل ستأخذ الحكومة السلامية التي شرّعت قتال حزب الله في سوريا الثقة مقابل تخلّي حزب الله عن معادلته الذهبية، التي خاضت صحف الثامن من آذار وأولياءها في الدم من صحف البعث السورية أعنف حملاتها على مقام رئيس الجمهورية اللبنانية دفاعاً عنها، أم أن التخشّب سيكون سيّد الموقف بعد جولات الصراع الطويلة التي خاضها أفرقاء لبنان على حلبة الوطن المسمى لبنان...؟؟؟