البيان الوزاري : عُقده .. خارجية .

اجتماع سادس للجنة صياغة البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام ، يخرج بعده عضو اللجنة وزير الصحة وائل ابو فاعور ليعلن انجاز معظم القضايا ذات الطابع الاشكالي ، وانه تم التوصل الى صيغ مرضية للجميع في موضوعي اعلان بعبدا وبند المقاومة . بارع الوزير ابو فاعور دائماً في اشاعة الأجواء التفاؤلية وطمأنة الرأي العام بان كل شيء هاديء ، " والشبيبة " داخل أروقة الاجتماع مثل " السمنة على العسل " ، والاّ لما كان حاز على تنويه الزعيم وليد جنبلاط واعترافه له بالكفاءة العالية في "حرفة " سياسية جديدة تعيشها الساحة المحلية وهي ًتدوير الزوايا ً ... ويبدو ان براعة ابوفاعور نجحت في إقناع اعضاء اللجنة بتبني اقتراح لرئيس جبهة النضال الوطني باعتماد المقررات الصادرة عن مؤتمر الحوار في بعبدا ، كمسودة للبيان الوزاري . غير ان كافة المعلومات المسربة تشير الى ان الأخذ بهذا الاقتراح بقي في الإطار المبدئي ، ذلك ان فقرة المقاومة لا زالت بحاجة الى المزيد من النقاش والاتصالات بهدف تخريجها بصيغة ترضي الطرف المعني بها مباشرة وهو حزب الله .. لكن مصادر وزارية مواكبة تلفت في المقابل الى إصرار الفريق الآخر وهو فريق الرابع عشر من آذار على عدم القبول بتمرير أية تسوية لغوية أو صياغة معينة يمكن ان تمس بالمباديء السياسية المعلنة لهذا الفريق . وفي مواجهة تفاؤل ابو فاعور ، يكشف مصدر وزاري ان المناقشات التي أجرتها اللجنة الوزارية امس لا تبعث على التفاؤل إطلاقا ، اللهم اذا نجحت الاتصالات التي يفترض ان تكون قد تكثفت طوال هذا النهار وتستمر حتى الغد ، في تقريب وجهات النظر حول النقاط الخلافية .. ويضيف المصدر عينه انه لا يمكن القبول بالالتفاف على اعلان بعبدا وهو الاعلان المعترف به دوليا ، لما يشكل ذلك من ضربة للحكومة وللبنان الرسمي عموما ، ذلك ان نسف اعلان بعبدا والأخذ بروحية ثلاثية ًجيش شعب ومقاومة ً ، لا يعني عمليا سوى شرعنة تورط حزب الله في الحرب السورية او تغطيته بطريقة شرعية .. ويذهب المصدر المشار اليه أبعد من ذلك ليقول : ان العقدة الحقيقية للبيان الوزاري هي خارجية ومرتبطة باللعبة الدولية وحتى بتطورات أوكرانيا التي كانت لغير صالح الروس ، الامر الذي سيجعلهم متشددين اكثر في الموضوع السوري ، وبالتالي سينعكس ذلك حتما على الوضع اللبناني . كما يدعو الى ترقب ما سترتبه الغارة الاسرائيلية قبل يومين على جرود جنتا البقاعية ، إذ ها هو الجيش الاسرائيلي يضع قواته في حال من الاستنفار على الحدود تحسبا لاي رد من قبل حزب الله ، فيما توعد الحزب بالرد في الزمان والمكان المناسبين ، وهذا الجو سيرخي بظلاله من دون شك على مناقشات اللجنة الوزارية التي ستعود الى اجتماع لا يُعتقد انه سيكون الاخير غداً ...