إذا كانت الثقافة مسؤولة عن فهم الاشياء وتحديدها , فلا بد إذن من مراجعة ثقافتنا في العالم الاسلامي والعربي , حيث بات إنساننا يتغنى ويفتخر بالظلم والجور والقتل , وما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام , يدل بوضوح على موت إنسانيتنا بفعل سيطرة ثقافة التوحش واللانسانية !!!
شيء مُخجل ومُخيف في آن معا عندما ترى أنصار الاسلام السياسي الذين يسعَون الى مسك السلطة , يتفاخرون في ما بينهم كيف قتلوا وشردّوا وكيف إفتعلوا المجازر , ويَعرضون الصور البشعة التي تدل على الوحشية واللاإنسانية , مخيفٌ جدا ومقلق أكثر , فيما إذا إستلموا السلطة ومقدرات الامة , ماذا سيفعلون ؟ وكيف سيبنون المجتمعات ؟ .
والاكثر خجلا وأسفا , أن ما يقومون به من قتلٍ وعُنفٍ يُدرجونه بإسم الدفاع عن الدين والانسانية والعدل , أيُّ تضليلٍ هذا , وهل ثمة تضليل بعد هذا التضليل , وأيُّ ثقافةٍ هذه التي تُنشر بإسم الدين من عمائم السوء والبغضاء , ومن مرجعيات دينية صنعتها أروقة المخابرات على نار الفتنة وبماء الحقد والضغينة .
ثقافة ما أنزل الله بها من سلطان , تكفّل بنشرها رجالُ دين لا يعرفون من الدين شيئا , جَهَلة بامتياز , همهم علفهم كالبهائم بل أضلّ سبيلا , هُواة للفتنة لا يميزون بين الناقة والبعير , رؤوسهم كرؤوس الحمير عليها عمائم من طين , أعطوا لعقولهم إجازة فعطلوها عن التفكير , رجلٌ بهذه الثقافة فكيف سيكون نكير .
رجال دينٍ مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل أسفارا , غشوا أنفسهم بعلم لا ينفع , وغشوا الناس بجهلهم الذي توهموه علما , وما هو الا فتنة وقعوا بها وأوقعوا الناس معهم , فهم يتحملون المسؤولية كاملة عما وصل اليه الناس والمجتمعات , لأنهم وضعوا أنفسهم في موضع المسؤولية عن الدين والناس والمجتماعات , فهم أمام خيارين لا ثالث لهما , فاما أن يكونوا على قدر المسؤولية فيعيدون حساباتهم ومواقفهم التي أضلت الناس , واما أن ينسحبوا ويتركوا الناس تبحث عن الحقيقة , وأنا أعتقد أن الناس أقرب الى الحقيقة من رجال الدين , لأن الناس لم تتلوث بثقافة المذهبية لولا رجال الدين الذين عملوا على نشر ثقافة التمذهب بين الناس , ولو تُرِكوا الناس بدون تضليل رجال الدين المأجورين لما وصل الحقد بينهم الى ما وصل اليه بفعل تدخل رجال الدين المذهبيين .